وكيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة وقد أجمع المسلمون كلهم من يحبها ومن لا يحبها منهم أنها سيدة نساء العالمين!
قال: وكيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زوجته وحفظ أم حبيبة في أخيها ولم تلزم الصحابة أنفسها حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أهل بيته ولا ألزمت الصحابة أنفسها حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صهره وابن عمه عثمان بن عفان وقد قتلوهم ولعنوهم ولقد كان كثير من الصحابة يلعن عثمان وهو خليفة منهم عائشة كانت تقول: اقتلوا نعثلا لعن الله نعثلا ومنهم عبد الله بن مسعود وقد لعن معاوية علي بن أبي طالب وابنيه حسنا وحسينا وهم أحياء يرزقون بالعراق وهو يلعنهم بالشام على المنابر ويقنت عليهم في الصلوات وقد لعن أبو بكر و عمر سعد بن عبادة وهو حي وبرئا منه وأخرجاه من المدينة إلى الشام ولعن عمر خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة وما زال اللعن في المسلمين إذا عرفوا من الانسان معصية تقتضي اللعن والبراءة.
قال: ولو كان هذا أمرا معتبرا وهو أن يحفظ زيد لأجل عمرو فلا يلعن لوجب أن تحفظ الصحابة في أولادهم فلا يلعنوا لأجل آبائهم فكان يجب أن يحفظ سعد بن أبي وقاص فلا يلعن ابنه عمر بن سعد قاتل الحسين وإن يحفظ معاوية فلا يلعن يزيد صاحب وقعة الحرة وقاتل الحسين ومخيف المسجد الحرام بمكة وأن يحفظ عمر بن الخطاب في عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان و المحارب عليا عليه السلام في صفين قال على أنه لو كان الامساك عن عداوة من عادى الله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله سلم في أصحابه ورعاية عهده وعقده لم نعادهم و لو ضربت رقابنا بالسيوف ولكن محبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه ليست كمحبة