ابن أبي طالب من كل مال تملكه كما تقشر عن العصا لحاها (1).
2 - وقال - أيضا: (قال أبو جعفر - المعروف بالإسكافي - (المتوفى سنة 240):
لما اجتمعت الصحابة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد قتل عثمان للنظر في أمر الإمامة أشار أبو الهيثم بن التيهان، ورفاعة بن رافع، ومالك بن العجلان، وأبو أيوب الأنصاري، وعمار بن ياسر بعلي عليه السلام، وذكروا فضله وسابقته وجهاده وقرابته، فأجابهم الناس إليه، فقام كل واحد منهم خطيبا يذكر فضل علي عليه السلام، فمنهم من فضله على أهل عصره خاصة، ومنهم من فضله على المسلمين كلهم كافة.
ثم بويع وصعد المنبر في اليوم الثاني من يوم البيعة - وهو يوم السبت لإحدى عشرة ليلة بقين من ذي الحجة -، فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر محمدا فصلى عليه، ثم ذكر نعمة الله على أهل الإسلام - إلى أن قال عليه السلام: - (وأقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، ولا يحمل هذا الأمر إلا أهل الصبر والبصر والعلم بمواقع الأمر، و إني حاملكم على منهج نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم، ومنفذ فيكم ما أمرت به إن استقمتم لي و بالله، المستعان، ألا إن موضعي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته كموضعي منه أيام حياته....
ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار، وفجروا الأنهار، وركبوا الخيول الفارهة، واتخذوا الوصائف الروقة فصار ذلك عليهم عارا وشنارا إذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه، وأصرتهم إلى حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك ويستنكرون ويقولون: حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا، ألا وأيما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرى أن الفضل له على من سواه لصحبة فإن الفضل النير غدا عند الله، وثوابه وأجره على الله.
وأيما رجل استجاب لله وللرسول، فصدق ملتنا، ودخل في ديننا، واستقبل