الإمام علي بن أبي طالب (ع) - أحمد الرحماني الهمداني - الصفحة ٦١٩
10 - عن عبد الله بن أبي الهذيل، قال: (رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام وعليه قميص له، إذا مده بلغ أطراف أصابعه، وإذا قبضه تقبض حتى يكون إلى نصف ساعده (1).
وعن أبي الأشعث العنزي عن أبيه قال: و (رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد اغتسل في الفرات يوم الجمعة، ثم ابتاع قميص كرابيس بثلاثة دراهم، فصلى بالناس فيه الجمعة، وما خيط جربانه بعد (2).
11 - قال الغزالي في (الأحياء): (كان علي بن أبي طالب يمتنع من بيت المال حتى يبيع سيفه، ولا يكون له إلا قميص واحد في وقت الغسل. لا يجد غيره (3).
12 - ذكر أبو بكر، أحمد بن مروان المالكي بسنده عن هارون بن عنزة، عن أبيه، قال: (دخلت على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالخورنق وعليه قطيفة، وهو يرعد من البرد، فقلت: يا أمير المؤمنين! إن الله قد جعل لك، ولأهل بيتك نصيبا في هذا المال، وأنت تفعل بنفسك هذا؟ فقال: إني والله، لا أرزء من أموالكم شيئا، وهذه القطيفة التي أخرجتها من بيتي - أو قال من المدينة - (4).
13 - وعنه عليه السلام: (والله، لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، و لقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟ فقلت: أعزب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى (5).
أقول: إن هذه الأخبار وما شابهها يدل على أن الواجب على الولاة أن يقدروا

(١) - الثقفي: الغارات ج ١ ص ٩٨ و 96.
(2) المصدر، ص 97. والجربان - بالضم والتشديد -: جيب القميص، معرب گريبان.
(3) - ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب، ج 2: ص 97.
(4) - الإمام علي أسد الاسلام وقديسه، ص 84، ط بيروت.
(5) - نهج البلاغة، خ 158. وقوله: (يحمد القوم السرى) مثل يضرب للرجل يحتمل المشقة للراحة (راجع (مجمع الأمثال) للميداني فيما أوله عين).
(٦١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 614 615 616 617 618 619 620 621 622 623 624 ... » »»
الفهرست