في مرابضها، والربوض للغنم كالبروك للإبل، يهجع أي يسكن كما سكنت الحيوانات بعد طعامها، الهاملة: المسترسلة، والهمل من الغنم: ترعى نهارا بلا راع).
7 - (أتى (علي عليه السلام) سوق الكرابيس فإذا هو برجل وسيم، فقال: يا هذا! عندك ثوبان بخمسة دراهم؟ فوثب الرجل فقال: نعم، يا أمير المؤمنين! فلما عرفه مضى عنه وتركه، فوقف على غلام فقال له: يا غلام! عندك ثوبان بخمسة دراهم؟ فقال:
نعم، عندي ثوبان أحدهما أخير من الاخر، واحد بثلاثة والآخر بدرهمين، قال:
هلمهما، فقال: يا قنبر! خذ الذي بثلاثة، قال: أنت أولى به، يا أمير المؤمنين، تصعد المنبر وتخطب الناس، فقال: يا قنبر! أنت شاب ولك شرة الشباب (1)، وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ألبسوهم مما تلبسون، وأطعموهم مما تأكلون. ثم لبس القميص ومد يده في ردنه (2) فإذا هو يفضل عن أصابعه، فقال: يا غلام! اقطع هذا الفضل، فقطعه، فقال الغلام: هلمه أكفه يا شيخ، فقال: دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك (3).
8 - وعن ابن شهرآشوب: (فلما لبس القميص مد كم القميص فأمر بقطعه و اتخاذه قلانس للفقراء (4).
9 - عن أبي إسحاق السبيعي، قال: (كنت على عنق أبي يوم الجمعة، و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب وهو يتروح بكمه، فقلت: يا أبه!
أمير المؤمنين يجد الحر؟ فقال لي: لا يجد حرا ولا بردا، ولكنه غسل قميصه وهو رطب ولا له غيره فهو يتروح به (5).