1269 (3) فقيه 160 - روى ان إبراهيم عليه السلام لما قضى مناسكه أمره الله عز وجل بالانصراف فانصرف وماتت أم إسماعيل فدفنها في الحجر وحجر عليه لئلا يوطأ قبرها وبقي إسماعيل عليه السلام وحده فلما كان من قابل اذن الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام في الحج وبناء الكعبة وكانت العرب تحج البيت وكان ردما الا ان قواعده معروفة وكان إسماعيل عليه السلام لما صدر الناس جمع الحجارة وطرحها في جوف الكعبة.
فلما قدم إبراهيم عليه السلام كشف هو وإسماعيل عليه السلام عنها فإذا هو حجر واحد احمر فأوحى الله عز وجل اليه ضع بناها - 1 - عليه وانزل عليه أربعة املاك فلما هم ببنائه قعد على كل ركن - 2 - ثم نادى هلم إلى الحج هلم إلى الحج فلو ناداهم هلموا إلى الحج لم يحج الا من كان يومئذ انسيا مخلوقا " ولكنه نادى هلم إلى الحج فلبى الناس في أصلاب الرجال وأرحام النساء لبيك داعى الله لبيك داعى الله فمن لبى مرة حج حجة ومن لبى عشرا " حج عشر حجج ومن لم يلب لم يحج فكان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يضعان الحجارة ويرفعان بها القواعد والملائكة يناولونهما حتى تمت اثنى عشر ذراعا " فلما انتهى إلى موضع الحجر ناداه أبو قبيس يا إبراهيم ان لك عندي وديعة فأعطاه الحجر فوضعه موضعه وهيأ له بابين بابا " يدخل منه وبابا " يخرج منه وجعلا عليه عتبا " وشريحا " من جريد على أبوابها.
وكانت الكعبة عريانة فصدر إبراهيم عليه السلام وقد سوى البيت فأقام إسماعيل عليه السلام فتزوج إسماعيل عليه السلام امرأة من العمالقة وخلى سبيلها وتزوج أخرى حميرية فكانت عاقلة فتأملت بابي البيت فقالت لإسماعيل هلا تعلق على هذين البابين سترين سترا " من ههنا وسترا " من ههنا فقال لها نعم فعملت للبيت سترين طولهما اثنى عشر ذراعا " فعلقهما إسماعيل عليه السلام على البابين فأعجبها ذلك فقالت فهلا أحول - 3 - للكعبة ثيابا " يسترها كلها فان هذه الحجارة - 4 - سمجة فقال لها