وبين زوجتي الا وقد حرمت علي فاعتزلها وكان يأتيها بالنهار فيتحدث إليها فإذا كان الليل خشى ان تغلبه نفسه عليها رجع فبات على الصفا ولذلك سمى النساء لأنه لم يكن لادم انس غيرها فمكث آدم بذلك ما شاء الله ان يمكث لا يكلمه الله ولا يرسل اليه رسولا والرب سبحانه يباهى بصبره الملائكة فلما بلغ الوقت الذي يريد الله عز وجل ان يتوب على آدم عليه السلام فيه أرسل اليه جبرئيل عليه السلام فقال السلام عليك يا آدم الصابر لبليته التائب عن خطيئته ان الله عز وجل بعثني إليك لأعلمك المناسك التي يريد (الله - خ) ان يتوب عليك بها فاخذ جبرئيل عليه السلام بيد آدم عليه السلام حتى أتى به مكان البيت فنزل غمام من السماء فأظل مكان البيت فقال جبرئيل عليه السلام خط برجلك حيث أظل الغمام فإنه قبلة لك ولاخر عقبك من ولدك فخط آدم عليه السلام برجله حيث أظل الغمام ثم انطلق به إلى منى فأراه مسجد منى فخط برجله ومد خطه مسجد الحرام بعدما خط مكان البيت ثم انطلق به من منى إلى عرفات فأقامه على المعرف فقال إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات وسل الله المغفرة والتوبة سبع مرات ففعل ذلك آدم عليه السلام ولذلك سمى المعرف لان آدم اعترف فيه بذنبه وجعل سنة لولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف آدم عليه السلام ويسئلون التوبة كما سألها آدم عليه السلام.
ثم أمره جبرئيل عليه السلام فأفاض من عرفات فمر على الجبال السبعة فأمره ان يكبر عند كل جبل أربع تكبيرات ففعل ذلك آدم عليه السلام حتى انتهى إلى جمع فلما انتهى إلى الجمع ثلث الليل فجمع فيها المغرب والعشاء الآخرة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع فانبطح في بطحاء جمع حتى انفجر الصبح فأمره ان يصعد على الجبل جبل جمع وأمره إذا طلعت الشمس ان يعترف بذنبه سبع مرات ويسئل الله التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم عليه السلام كما أمره جبرئيل عليه السلام وانما جعله اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك منهم عرفات وأدرك جمعا " فقد وافى في حجه إلى منى ثم أفاض من جمع إلى منى