" ان المغرور يرجع بالمهر على من غره " (1) الذي يختص بباب الغرور في المهر فقط كما ورد عنوان " التدليس " في رواية أبي عبيدة عن أبي جعفر عليه السلام في أبواب العيوب والتدليس (2) وما رواه رفاعة بن موسى عن أبي عبد الله عليه السلام في هذا المعنى (3) وما رواه في دعائم الاسلام عن علي عليه السلام في المغرور في أبواب المهور وانه يرجع على من غره (4) فاللازم كشف معنى " الغرور " و " التدليس " أولا ثم الاخذ بما في غير هذه الأحاديث من العناوين الأخر.
فنقول ومن الله التوفيق والهداية: اما " الغرور " فقد قال الراغب في المفردات:
يقال: غررت فلانا، أصبت غرته ونلت منه ما أريد، والغرة غفلة في اليقظة، واصل ذلك من الغر، وهو الأصل الظاهر من الشئ، ومنه غرة الفرس والغرور (بفتح الغين) كل ما يغر الانسان من مال وجاه وشهوة وشيطان والغرر الخطر.
وقال في الصحاح: " الغرة " (بالضم) بياض في جبهة الفرس فوق الدرهم، والغرة (بالكسر) الغفلة والغرور (بالضم) ما اغتر به من متاع الدنيا وغره يغره غرورا خدعه.
وقال ابن الأثير في النهاية: الغرة الغفلة، وفي الحديث انه نهى عن بيع الغرر، ما كان له ظاهر يغر المشتري وباطن مجهول.
وقال الطريحي في مجمع البحرين: قوله تعالى ما غرك بربك الكريم.
أي: أي شئ غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته..
والغرور بالفتح الشيطان سمي الشيطان غرورا لأنه يحمل الانسان على محابه، ووراء ذلك ما يسوئه.
ثم نقل عن ابن السكيت الغرور أيضا ما رأيت له ظاهرا تحبه، وفيه باطن