لذلك لم يستدل كثير منهم بالآية لقاعدة الجب، ولكن لا ينبغي الشك في شمولها للحدود الإلهية الجارية على من ارتكب الزنا وشرب الخمر وغيرهما من اشباههما، فإنها مشمولة للغفران.
وممن استدل بالآية من المفسرين، لقاعدة الجب، بعض مفسري المتأخرين من العامة حيث ذكر في تفسير الآية رواية " مسلم " من حديث " عمرو بن العاص " قال:
فلما جعل الله الاسلام في قلبي اتيت النبي صلى الله عليه وآله فقلت ابسط يدك أبايعك، فبسط يمينه فقبضت يدي، قال مالك؟ قلت أردت ان اشترط، قال تشترط بماذا؟ قلت إن يغفر لي، قال اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما قبله، وان الهجرة تهدم ما قبلها، وان الحج يهدم ما قبله؟! (1) وفي تفسير العياشي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام انه استدل بهذه الآية في جواب علي بن دراج الأسدي حيث قال: اني كنت عاملا لبني أمية فأصبت مالا كثيرا فظننت ان ذلك لا يحل لي، قال عليه السلام: فسألت عن ذلك غيري؟ قال قلت قد سألت، فقيل لي ان أهلك ومالك وكل شي حرام، قال: ليس كما قالوا لك، قلت: جعلت فداك فلي توبة قال نعم، توبتك في كتاب الله " قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " (2) ولكن فيها كلام لعله سيمر عليك.
* * * الثاني: السنة:
1 - منها الرواية المعروفة التي نقلها العامة والخاصة بعبارات مختلفة في كتب الحديث والفقه والتفسير واللغة.
فممن نقله القمي في تفسير قوله تعالى " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر