المقام الأول في أقوال العلماء في المسألة المشهور بين الأصحاب حجية خبر الواحد في الأحكام، بل قد ادعى الاجماع عليه وهو الحق، ويدل عليه الكتاب والسنة وبناء العقلاء وسيرة الأصحاب عليه، كما أوضحناه في محله في الأصول.
ولكن الكلام هنا في حجيته في الموضوعات، فإنها ترتبط ببحث القواعد الفقهية، لما قد عرفت من أن مفاد القاعدة الفقهية دائما حكم شرعي كلي، يجري في مختلف أبواب الفقه، بخلاف المسائل الأصولية فإنها تقع في طريق استنباط الأحكام فحجية خبر الواحد في الأحكام تقع في طريق اثبات الحكم الشرعي، فتكون مسألة أصولية واما حجيته في الموضوعات فهي حكم فقهي يستفاد منه حال موضوعات الأحكام، ولكن لما كان كليا دخل في أبواب القواعد الفقهية.
والمعروف ان خبر الواحد لا يكون حجة في الموضوعات، ولكن ذهب جماعة من الأصحاب، ولا سيما المتأخرون منهم إلى حجيته فيها، حكي هذا عن ظاهر التذكرة وقواه في الحدائق (1) والمحقق الهمداني في مصباحه وغيرهم.