أي لا يؤتى ماله الا ابتغاء وجه ربه، إذ هو منصوب على الاستثناء المنفصل، وكلاهما يعطيان أن ذلك يعتبر في العبادة، لأنه تعالى مدح فاعله عليه.
وأما السنة فقوله صلى الله عليه وآله عن الحديث القدسي: من عمل لي عملا أشرك فيه غيري تركته لشريكي.
(الثانية) معنى الاخلاص فعل الطاعة خالصة لله وحده، وهنا غايات ثمان:
1 - الرياء، ولا ريب أنه مخل بالاخلاص، ويتحقق الرياء بقصد مدح المرائي أو الانتفاع به أو دفع ضرره.
فان قلت: فما تقول في العبادة المشوبة بالتقية. قلت: أصل العبادة واقع على وجه الاخلاص، وما فعل منها تقية فان له اعتبارين بالنظر إلى أصله وهو قربة وبالنظر إلى ما طرأ من استدفاع الضرر وهو لازم لذلك فلا يقدح في اعتباره.
اما لو فرض احداثه صلاة (مثلا) تقية فإنها من باب الرياء.
2 - قصد الثواب أو الخلاص من العقاب أو قصدهما معا. 3 - فعلها شكرا لنعم الله تعالى واستجلابا لمزيده. 4 - فعلها حياء من الله تعالى. 5 - فعلها حبا لله تعالى. 6 - فعلها تعظيما لله ومهابة وانقيادا وإجابة.
7 - فعلها موافقة لإرادته وطاعة لامره. 8 - فعلها لكونه أهل للعبادة. وهذه الغاية مجمع على كون العبادة تقع بها معتبرة، وهي أكمل مراتب الاخلاص، واليه أشار الإمام الحق أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: ما عبدتك طمعا في جنتك ولا خوفا من نارك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك (1).