بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيشهد - عند الحوض الكوثر إمام رسول الله - للمؤمن بالإيمان وعلى المنافق بالنفاق والمرتد بالردة فتذاد الناس عن حوض رسول الله الا المتقين.
ولا منافاة بين سؤال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل حسب ما ورد في حديث الهمل قوله: " ما شانهم إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى " وبين أن الله تعالى علم رسوله علوم الأولين والآخرين قبل موته وأن أعمال الأمة تعرض عليه يوم الاثنين والخميس فما السؤال والجواب إلا لإظهار الحجة عليهم كما يسأل الله عيسى بن مريم (عليه السلام) قائلا: * (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك) * (1).
فالله يعلم أن عيسى لم يقل ذلك.
والعتب الجميل على البخاري حيث لم يذكر اسم الرجل الذي يذود الصحابة عن حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه فمن الذي يتحمل جناية الكتمان هو أم أشياخه من رجال السند أم أبو هريرة باعتباره راوي حديث الهمل.
والأكثر غرابة أن مسلم يروي في باب استحباب إطالة الغرة والتحجيل عن أبي هريرة نفسه: أن الذي يجيب على سؤال رسول الله هو الملك (2) (فيقول وهل تدري ما أحدثوا بعدك).
وعليه فتارة يبوح أبو هريرة بشخص من يطرد الصحابة عن حوض رسول الله ويكتم اسمه، وتارة يتكتم على الشخص والاسم فيصرح بأنه ملك،