ولقد زرتهم فأحفوني وتكتموا عن كثير من الأمور، ففاجأتهم بأنني باحث وطالب حقيقة وغير متعصب، فإن وجدت عندكم حقا لا مانع وان عندكم كتب فأعيروني، فوعدوني، وبعد أيام بعثوا لي كتاب المراجعات فدرسته دراسة آملة وفاحصة بما يقرب من ثلاثة أشهر وعرضته على بعض أهل الخبرة فنهوني عن مطالعة مثل هذه الكتب.
ثم أرجعته إلى أصحابه وأبلغتهم بأن الكتاب جميل جدا وفيه أحاديث بعضها صحيح وبعضها حسن وآخر ضعيف وكلها من أحاديث أهل السنة ولكن الناس يقولون: أن هذا الكتاب من اختلاقات الشيعة " بدليل انه لم يكن في الأزهر شيخ اسمه سليم البشري ".
حتى وإلى الآن بعض علماء مدينتنا الموقرة يشيعون هذا القول بين عوام الناس لصدهم عن سواء السبيل، وليت شعري ما عذرهم عند الله وعند الناس وعندما نقول لهم ما يلي: " إن الشيخ سليم البشري هو سليم بن أبي فراج بن سليم بن أبي فراج البشري ولد عام " 1832 م " بمحلة بشر بمصر وكان مالكي المذهب وعين شيخا للأزهر مرتين الأولى عام " 1899 م " ما يقرب من أربع سنوات والثانية عام " 1909 م " ما يقرب من تمام ثمان سنين فيكون مجموع مشيخته نحوا من اثنتي عشرة سنة وكان من أكبر المناهضين لجمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وله مؤلفات منها حاشية على رسالة الشيخ عليش في التوحيد وتوفي مرحوما عام " 1917 م " ودفن بقرافة السيدة نفيسة بمدافن السادة المالكية " (1) ولا حول ولا قوة إلا بالله.