ويزوره الكثير طلبا للعافية والاستشفاء فيقضي الله حاجات الكثير منهم فيعدوا ذلك من بركاته.
وكنا نقوم بطقوس صوفية مثل ضرب الدفوف " المزاهر " وضرب السلاح وادعاء الوجد وحكايات الصالحين وقصص ومبالغات وبعض الأساطير التي لا تقوم على أساس شرعي أو منطقي.
وفي سن الثامنة تقريبا طلبت من والدي أن يعلمني القرآن الحكيم فوعدني أن يجمع عشرات من الأطفال بقصد التعليم فأكون واحدا منهم ولكنني استبطأت ذلك فكررت الطلب فبدأ يعلمني فكنت أحمل في كل يوم بعض أجزاء القرآن الحكيم حيث أرعى البهم.
وبالتالي أصبحت قارئا كاتبا، وقد أشربت حب التصوف تباعا لوالدي واخوتي وتعلق قلبي بطلب العلم الشرعي بسبب قراءة بعض الكتب البسيطة المهداة أو المتصدق بها عن روح المرحوم الملا جاسم " أخو شوفة " أحد الدارسين نسبيا في المنطقة آنذاك وأدركت الناس يتحدثون بأنهم كانوا عند الابتلاء بمشاكل الطلاق يذهبون إلى المدينة فيستفتون الشيخ النهري ولقد شاهدت حفيده الأستاذ جميل نهري فوجدته عاقلا متزنا وذكر أنه إلى الآن يحتفظ بمكتبة جده كتراث لعلم من أعلام العروبة والإسلام.
ثم جاء بعده دور الشيخ محمد سعيد العرفي في العلم والاستبصار والشيخ عبد الوهاب الراوي والشيخ رجب الراوي والشيخ حسين الرمضان في التصوف الشعبي وأضرابهم من أعلام مدينتنا الموقرة فذهبوا جميعا مرحومين، ولم يكتب لي لقاء مع أحد منهم.