شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣ - الصفحة ٧٠
والانصاف أنه، إن أريد بالأفضلية كثرة الثواب فللتوقف جهة، وإن أريد كثرة ما يعده ذوو العقول من فضائل فلا (إنتهى) وأقول: في الكل نظر، أما ما ذكره صاحب الموقف، فلأنه لا يخفى على من له أدنى عقل وتميز أن الكرامة والثواب الذي هو عوض عن العبادة على وجه التعظيم، ليس غير الفضائل والكمالات التي لا شك في أنها أكثر تحققا في علي (ع) وبعضها كان مخصوصا به، فلا معنى لأن يكون لغيره وعزة وكرامة وثواب أكثر أو مساو، وأما ما ذكره من أن أبا بكر لما أسلم اشتغل بالدعوة وأسلم على يده عثمان اه ففيه أن جميع من أسلم قبل الهجرة لم يزيدوا على أربعين رجلا أكثرهم قد أسلموا بدعوة رسول الله (ص) نفسه وعلى تقدير إسلام هؤلاء الخمسة بيد أبي بكر، كيف يقال: إنه اشتغل بالدعوة؟ فإن هذا إنما يقال إذا أجاب دعوة الشخص جماعات كثيرة من الناس لا خمسة أو ستة بل لو صرح أحد بذلك لااستهزئ به [لاستهزئ به ظ]، وعلى تقدير تسليم استقامة ذلك فقد أسلم على يد علي (ع) ألوف من العرب والعجم ومنها طوائف همدان (1) من أهل يمن بأسرها حتى روي
____________________
قال القلقشندي في النهاية (ص 397 ط بغداد) ما لفظه: بنو همدان بإسكان الميم بطن من كهلان من القحطانية وهم بنو همدان بن مالك بن زيد بن عوس بن ربيعة بن الجبار بن زيد كهلان إلى أن قال: قال في العبر: وديار همدان لم تزل باليمن من شرقية ولما جاء الاسلام تفرق من تفرق وبقي من بقي باليمن، قال: وكانت همدان شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رض عند وقوع الفتن بين الصحابة قال البيهقي: ولم يبق لهم قبيلة بعد تفرقهم إلا باليمن الخ.
أقول: وآل همدان ممن اشتهروا بالتشيع والتفاني في حب أهل البيت ومن مشاهيرهم الحارث الهمداني الذي خوطب بهذه الأبيات الشريفة:
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا الخ
(٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 ... » »»
الفهرست