للايذان بأن الوعاة فيهم قلة، وتوبيخ الناس بقلة من يعي فيهم، والدلالة على أن الأذن الواحدة إذا وعت وعقلت عن الله تعالى فهو السواد الأعظم عند الله، وأن ما سواه لا يلتفت إليهم، وإن امتلاء العالم منهم (إنتهى).
ثم أقول: فقد دلت الآية بما كشف علامة المعتزلة (1) وإمام الأشاعرة (2) عن أسرارها على اختصاص علي (ع) في زمان النبي (ص) بذلك لما صرحوا باستجابة دعاء النبي (ص) في حقه (ع) وعلي توبيخ غيره، وأنه لا التفات إليهم، فيكون هو الأحق بالإمامة كما هو المدعى، ومما ينبغي أن يمهد هيهنا لحال عليه فيما يأتي، أن من تأمل في القرآن والحديث، علم أن التفضيل لا يكون إلا بالعلم، قال النبي (ص) (3): فضل العالم على العابد كفضلي علي أدناكم، وقال الله: إنما يخشى
____________________
التي يشير إليها في المتن إن شاء الله تعالى.
(1) المراد به الزمخشري صاحب الكشاف.
(2) أراد به فخر الدين الرازي.
(3) قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر الأندلسي القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه (مختصر جامع بيان العلم وفضله ص 17 طبع القاهرة) في باب تفضيل العلم على العبادة ما لفظه: وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي، وعنه صلى الله عليه وسلم قليل العلم خير من كثير العبادة، وكتب القوم مشحونة
(1) المراد به الزمخشري صاحب الكشاف.
(2) أراد به فخر الدين الرازي.
(3) قال الحافظ أبو عمر يوسف بن عبد البر الأندلسي القرطبي المتوفى سنة 463 في كتابه (مختصر جامع بيان العلم وفضله ص 17 طبع القاهرة) في باب تفضيل العلم على العبادة ما لفظه: وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي، وعنه صلى الله عليه وسلم قليل العلم خير من كثير العبادة، وكتب القوم مشحونة