أن أراد الناصب يكون نبينا (ص) نبيا مرسلا خاتم النبوة بعثه على الوجه المذكور فظاهر أن هذا ليس من صفات النفس كما صرح به الغزالي (1) في المنخول حيث قال: ليست الأحكام للأفعال صفات ذاتية، وإنما معناها ارتباط خطاب الشارع بها أمرا ونهيا حثا وزجرا، فالمحرم هو المقول فيه: لا تفعلوه، والواجب هو المقول فيه: لا تتركوه، وهو كالنبوة ليست ذاتية نفسية للنبي (ص)، ولكنها عبارة عن اختصاص شخص بخطاب التبليغ (إنتهى) وإن أراد به الصفة الكاملة النفسية التي تنبعث عنه البعث على الوجه المذكور ويقضي المساواة في الدرجة، فلا يمتنع أن تكون تلك الصفة وتلك الدرجة حاصلة لأمير المؤمنين (ع)، غاية الأمران خصوصية خاتمية نبينا (ص) منعت عن بعثه على الوجه المخصوص وعن إطلاق الاسم عليه شرعا، كما قيل بمثله في منع إطلاق اسم الجوهر بمعنى الموجود لا في موضوع على الله سبحانه، وليس هذا بأبعد ما يرويه أصحاب هذا الناصب الشقي
____________________
المعروف (بسنن الدارقطني) طبع بهند ومنها (المختلف والمؤتلف) وغيرها من الآثار، توفي سنة (285) ببغداد ودفن في جوار قبر الكرخي العارف المعروف فراجع الريحانة (ج 2 ص 6).
(1) قد مرت ترجمته في (ج 1 ص 145) وكتابة المنخول معروف قد طبع مرات
(1) قد مرت ترجمته في (ج 1 ص 145) وكتابة المنخول معروف قد طبع مرات