شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ٣ - الصفحة ١٠٤
فضلوه عليه على زعمهم الفاسد ورأيهم الكاسد، فلا يكون الناقل في نقل الحديثين صادقا لما بينهما من التناقض، ولا يكون فيهما كاذبا لأن طرح الكل مخالف للأصول فيبقى أن يكون في أحدهما صادقا وفي الآخر كاذبا، فإن قالوا إن ناقلهم فيما نقله في حق علي (ع) كاذب، وفي حق غيره صادق منعناه: لأن من تطرق الكذب في إحدى روايته لم يعتبر روايته الأخرى، فهو فيما نقل في حقه (ع) صادق وفي الآخر كاذب، لكن لا من جهة مجرد نقل ناقلهم، بل لأنا وجدنا أخبارا صحاحا متواترة مروية عن المعصومين وعن كبار الصحابة المنتجبين الموثوقين يؤيد ما روى روايتهم، ويوثق ما حكى ناقلوهم وثقاتهم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم (1) قال المصنف رفع الله درجته الحادية عشر قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسؤولون (2) روى الجمهور (3) عن ابن عباس وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: عن ولاية علي بن أبي طالب (إنتهى).
____________________
(1) البقرة. الآية 213.
(2) سورة الصافات. الآية 24.
(3) قد صرح بذلك فطاحل من أعاظم القوم ونحن نسرد أسماء بعضهم روما للاختصار فنقول (ومنهم) العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (147 ط المحمدية بمصر) أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري أن النبي (ص) قال: وقفوهم إنهم مسؤولون عن ولاية علي.
(ومنهم) العلامة الشيخ عز الدين عبد الرزاق الحنبلي على ما في كشف الغمة (ص 92) قوله تعالى: وقفوهم إنهم مسؤولون قال أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله (ص): مسؤولون عن ولاية علي بن أبي طالب (ع) (ومنهم) العلامة الآلوسي ذكر رواية بعض عن ابن جبير عن ابن عباس:
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 101 102 103 104 107 108 109 110 114 ... » »»
الفهرست