المقام الثالث في هذه الآية وهو إنا ندعي دلالة هذه الآية على صحة إمامة أبي بكر وذلك لأنه لما ثبت بما ذكرنا أن هذا الآية مختصة به فنقول: إنه تعالى وصف الذين أرادهم بهذا الآية بصفات أولها أنه يحبهم ويحبونه، ثبت أن المراد بهذه هو أبو بكر ثبت أن قوله: يحبهم ويحبونه وصف لأبي بكر، ومن وصفه الله تعالى بذلك يمتنع أن يكون ظالما، وذلك يدل على أنه كان محقا في إمامته وثانيها قوله: أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين وهو صفة أبي بكر أيضا للدليل الذي ذكرناه، ويؤكده ما روي في الخبر (1) المستفيض أنه قال (ع) أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، فكان موصوفا بالرحمة والشفقة على المؤمنين وبالشدة مع الكفار، ألا ترى أن في أول الأمر حين كان الرسول (ص) في مكة وكان في غاية الضعف، كيف كان يذب عن الرسول (ص)؟ وكيف كان يلازمه ويخدمه؟ وما كان يبالي بأحد من جبابرة الكفار وشياطينهم وفي آخر الأمر أعني وقت خلافته كيف لم يلتفت إلى قول أحد وأصر على أنه لا بد من المحاربة مع مانعي الزكاة حتى آل الأمر إلى أن خرج
____________________
(1) عده العلامة الفتني من الموضوعات وعن بعض أنه وضعه أحد أعقاب أبي بكر وأحفاده البكريين والله أعلم.