الشافعي في كتاب شرف المصطفى، وأبو الحسن
ابن المغازلي (1) الشافعي الواسطي في كتاب المناقب على رغم هذا الناصب المارقي القاسطي (2) بإسناده إلى
ابن عباس فليطلب من كتابه وأما ما استشكله من نسبة
أصحاب النبي (ص) الغواية إليه، فإنما استشكله حذرا عن أن يقال: إن الثلاثة من خلفاء الناصب من جملة الناصبين، وإلا فهذا ليس بأبعد من نسبة أولاد يعقوب (ع) له إلى
الضلال في حبه ليوسف (ع) إذ قالوا: ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين (3) وقالوا ثانيا: تاالله إنك لفي ضلالك القديم (4) أولاد يعقوب مع كونهم مولودين على الفطرة الصحيحة وصاروا أنبياء بعد ذلك على ما زعم أصحاب الناصب الشقي إذا قالوا مثل ذلك في شأن أبيهم ونبيهم، فما ظنك
بجماعة نشأوا في الكفر أفنوا أكثر أعمارهم فيه؟! وأما ربط الآية فظاهر جدا: لكن لا يرتبط بالقلب
الميت المملو من عداوة
أهل البيت عليهم السلام، وأما ما ذكره من أن الوصاية غير الخلافة فإن أراد به أن الوصاية لا يكون بمعنى الخلافة والإمامة أصلا فبطلانه ظاهر بل الوصاية إذا أطلق لإيراد به إلا أولوية التصرف في جميع أمور الموصي، وهو مساوق للخلافة وذلك لأن أصل معنى
الوصية في اللغة هو الوصل ومعناه العرفي أن يصل الموصي تصرفه بعد
الموت بما قبل
الموت أي تصرف كان، فالوصي إذا أطلق يكون المراد به الأولى بالتصرف في أمور الموصي جميعا إلا
____________________
(1) وسيأتي نقل المير محمد صالح الحنفي الكشفي كلام ابن المغازلي في كتاب المناقب عن قريب.
(2) وصفه بهما لمكان ذبه عن الفئتين اللتين اتصفا حسب نص الحديث النبوي الشريف بالمروق من الدين والميل عن الحق أعاذنا الله منهما.
(3) يوسف الآية 8.
(4) يوسف الآية 95.