وأما التاسع عشر فلأن ما ذكره في الصفة الرابعة مما لا يخفى وهنه على من رجع إلى ما ذكره في موضع استدلاله على ذلك بقوله: ولا يأتل أولي الفضل منكم، فإنه ذكر في تفسير هذه الآية أيضا تشكيكات ومخالطات لا ينخدع بها إلا حمقاء أهل نحلته (3)، ولنذكر روما للاختصار وتنبيها على صدق إظهارنا للرد والانكار عمدة ما بنى عليه هناك من المقدمات الفاسدة والدعاوي الكاذبة الكاسدة.
فقول قال: أجمع المفسرون على أن المراد من قوله: أولوا الفضل، أبو بكر، وهذه الآية تدل على أنه كان أفضل الناس بعد رسول الله (ص) لأن الفضل المذكور في هذه الآية، أما في الدنيا وأما في الآخرة، والأول باطل، لأنه تعالى ذكره في معرض المدح، والمدح بالدنيا من الله غير جايز، ولأنه لو كان كذلك، لكان قوله: والسعة تكريرا، فتعين أن يكون المراد منه الفضل في الدين فلو كان غير مساو له في الدرجات في الدين، لم يكن هو صاحب الفضل، لأن المساوئ للفاضل يكون فاضلا، فلما أثبت الله تعالى الفضل مطلقا غير مقيد بشخص دون شخص وجب أن يكون أفضل الخلق ترك العمل به في حق الرسول (ص)،
____________________
(1) الحديد الآية 10.
(2) عند الكلام في آية النجوى.
(3) قف على لطف التلويح في كلمة النحلة بدل الملة.
(2) عند الكلام في آية النجوى.
(3) قف على لطف التلويح في كلمة النحلة بدل الملة.