أآلهتنا خير أم هو؟ يعني آلهتنا خير أم محمد (ص) ذكروا ذلك لأجل أنهم قالوا:
إن محمدا (ص) يدعونا إلى عبادة نفسه، وآبائنا زعموا أنه يجب عبادة هذه الأصنام فإذا كان لا بد من أحد هذين الأمرين فعبادة هذه الأصنام أولى، لأن آبائنا وأسلافنا كانوا متطابقين عليه وأما محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام، فإنه متهم في أمرنا بعبادته، فكان الاشتغال بعبادة الأصنام أولى (إنتهى) وقد ظهر من كلامه إن ما ذكره في تأويل الآية وجوه محتملة، قالوها رجما بالغيب من غير استناد إلى حديث مخبر عن سبب النزول، فيكون ما رواه المصنف أولى بالاعتبار كما لا يخفى، وأيضا كل من أخبار الثلاثة خال عن المعنى الذي يقتضيه أسلوب ضرب المثل وعن ذكر من ضرب له المثل بخلاف المعنى المستفاد من رواية المصنف فإنه مقرر لأسلوب المثل ومبين لمن ضرب له وهو علي (ع) ضرب لنا مثلا ونسي خلقه (1) فيكون أفضل أو نقول: قد دلت الآية مع الرواية دلالة صريحة على أن حكمه (ع) حكم عيسى على نبينا وآله و (ع) فلا أقل من دلالته على الأفضلية وبالجملة ما ذكره المصنف من الأدلة وإن كانت أخوات إلا أنها من نجب الأدلة ونخبها، وما من آية إلا وهي أكبر من أختها.
ختم وإتمام قد روى (2) أحمد بن حنبل في مسنده ما في معنى الحديث المذكور من طرق
____________________
(1) اقتباس من قوله تعالى في سورة يس. الآية 78، (2) فراجع إلى مسند ابن حنبل (ج 1 ص 160 ط مصر) وغيره مما تقدم ذكره في ذيل الآية الشريفة.