وقد نزلت توبته في بيت أم سلمة في السحر. فاستأذنت رسول الله أن تؤذنه بذلك فأذن لها.
قالت: فقمت على باب الحجرة، وذلك قبل أن يضرب الحجاب، فقلت: يا أبا لبابة، أبشر، فقد تاب الله عليك، فثار الناس ليطلقوه فأبي إلا أن يطلقه رسول الله (ص) بيده، فلما خرج رسول الله (ص) إلى الصبح أطلقه.
تقول أم سلمة: رأيت رسول الله (ص) يحل عنه رباطه، وأن رسول الله صلى الله ليرفع صوته يكلمه، ويخبره بتوبته، ولا يدري كثيرا مما يقول من الجهد والضعف.
ويقال: مكث خمس عشرة مربوطا. وكانت ابنته تأتيه بتمرات لفطرة، فيلوك منهن ويترك، ويقول: والله، ما أقدر أن أسيغها فرقا ألا تنزل توبتي. وتطلقه عند وقت كل صلاة، فإن كانت له حاجة توضأ، وإلا أعاد الرباط. وكان الرباط حز في ذراعه، وكان من شعر. وكان يداويه بعد ذلك دهرا. وكان يبين في ذراعه بعد ما برئ (1).
ونقول: