4 - إن اليهود الذين هم عبيد الدنيا، إنما يريدون تحقيق انتصارات كبيرة دون أن يكونوا على استعداد لخسارة أي شئ ذي بال، ومن دون أن يخوضوا حربا. أو أن يقدموا شيئا من الأموال والنفائس.
بل هم يريدون أن يصلوا إلى أهدافهم عن طريق المكر والخديعة والاحتيال.
ولأجل هذا كانت مجالات تحركهم حين يواجهون الأزمات الكبيرة التي لا بد فيها من الصدام العسكري محدودة ومحصورة وضيقة إلى درجة كبيرة.
5 - لقد ابتلي اليهود بحب الدنيا، فقتلهم حب الدنيا بسيف الدنيا. وهذا هو غاية المهانة والخيبة، ومنتهى الخذلان والخسران.
6 - قد يمكر الإنسان بكل أحد، ويخدع أي إنسان، حتى أقرب الناس إليه. ولكنه لم يكن ليخدع نفسه أبدا. اللهم إلا أن يكون على شاكلة الحطيئة الشاعر، الذي كان مولعا بهجو الناس، فلما لم يجد أحدا يهجوه هجا نفسه، فقال:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلما * بهجر فما أدري الذي أنا قائله أري لي شكلا قبح الله وجهه * فقبح من وجه وقبح حامله وهذا بالذات هو ما جرى ليهود بني قريظة، فإنهم رغم اعتراف عدد من كبارهم بالحق وتأكيدهم على أن ما جاء به الرسول (ص) هو محض الصدق،، وأنه هو النبي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فإنهم أصروا على رفض الاعتراف به، والتسليم والبخوع له، مع أنهم ما فتئوا يؤكدون على أنهم لم يفارقوا أمر موسى، ولا يريدون مفارقة التوراة، رغم أن نبوة محمد (ص) هي من التوراة. كما أنه ليس في اتباع محمد ترك للتوراة ولا