تجده طويلا ازرق العين سبط الشعر واخرجوا ذلك إلى اتباعهم وقالوا هذا نعت النبي الذي يخرج اخرالزمان وعند ذلك انزل الله تعالى * (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب) * الآية وكان اليهود إذا كلموا النبي صلى الله عليه وسلم قالوا راعنا سمعك واسمع غير مسمع ويضحكون فيما بينهم أي لان ذلك بما قال ابن عباس رضى الله تعالى عنهما بلسان اليهود السب القبيح فلما سمع المسلمون منهم ذلك ظنوا ان ذلك شيء كان أهل الكتاب يعظمون به أنبياءهم فصاروا يقولون ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ففطن سعد بن معاذ لليهود يوما وهم يضحكون فقال لهم يا أعداء الله لئن سمعنا من رجل منكم هذا بعد هذا المجلس لأضربن عنقه فانزل الله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) * وفي رواية ان اليهود لما سمعوا الصحابة رضي الله تعالى عنهم تقول له صلى الله عليه وسلم إذا القى عليهم شيئا يا رسول الله راعنا أي انتظرنا وتان علينا حتى نفهم وكانت هذه الكلمة عبرانية تتسابب بها اليهود فلما سمعوا المسلمين يقولون له صلى الله عليه وسلم راعنا خاطبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم براعنا يعنون بها تلك السبة ومن ثم لما سمع سعد بن معاذ ذلك من اليهود قال لهم يا أعداء الله عليكم لعنة الله والذي نفسي بيده ان سمعتها من رجل منكم يقولها لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه فقالوا ألستم تقولونها فنزلت وجاءه صلى الله عليه وسلم جماعة من اليهود باطفالهم فقالوا له يا محمد هل على أولادنا هؤلاء من ذنب قال لا فقالوا والذي يحلف به ما نحن الا كهيئتهم ما من ذنب نعمله بالليل الا كفر عنا بالنهار وما من ذنب نعمله بالنهار الا كفر عنا بالليل فانزل الله تعالى * (ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم) *) الآية وجاء ان أحبار يهود منهم ابن صوريا أي قبل ان يسلم على ما تقدم وشاس بن قيس وكعب بن أسيد اجتمعوا وقالوا نبعث إلى محمد لعلنا نفتنه في دينه فجاءوا اليه صلى الله عليه وسلم فقالوا يا محمد قد عرفت انا أحبار يهود واشرافهم وان اتبعناك اتبعك كل اليهود وبيننا وبين قوم خصومة فنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم فنؤمن بك فأبى ذلك عليهم فنزل قوله تعالى * (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم) * الآية ومن اليهود من دخل في الاسلام تقيه من القتل لما قهرهم الاسلام بظهوره واجتماع قومهم عليه فكان هواهم مع يهود في السر أي وهم المنافقون
(٣٣٧)