عدوه، ويجتري على الله جاهلا لا يعرف الأمور ومواردها، ولا الصالح من الطالح، وهو شقي أيضا، لأنه بالإضافة إلى أنه يكون متجرئا على الله سبحانه في ذلك، فإنه يكون قد جر على نفسه الكثير من المصائب والبلايا نتيجة لسياساته الخاطئة هذه.
وخلاصة الأمر: إن العهد في الإسلام ليس وسيلة للمكر والخداع بهدف الإيقاع بالعدو، وانما هو أمانة ضميرية، ذات قاعدة إيمانية أساسية: فلابد من رعايتها والوفاء بها ولا يسوغ نقض العهد (بغير حق) حتى ولو كان فيه ما يوجب الضيق كما تقدم في عقد علي " عليه السلام " للأشتر، وروى عن النبي " صلى الله عليه وآله " قوله:
" لا دين لمن لا عهد له " (1).
وقد مدح الله من يفي بعهده فقال: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) (2).
وقد ذم علي " عليه السلام " عمر وبن العاص فقال: " يسأل فيبخل، ويخون العهد " (3).
وقد ذم " عليه السلام " أهل البصرة بقوله: " وعهدكم شقاق " (4).
وقال " عليه السلام ": " وقد ترون عهود الله منقوضة فلا تغضبون وأنتم لنقض ذمم آبائكم تأنفون " (5).
.