حتى إن الرجل الأول في الدولة الإسلامية ليعاني من الألم والأسى بسبب الاعتداء على كرامة الإنسان ما يجعل الموت أسفا على ما جرى أمرا مقبولا، بل يجعله هو الجدير واللائث به. ثم هو " عليه السلام " يقرر: أن هذا الحدث لابد أن يؤثر بهذا المستوى أيضا في كل إنسان مسلم، من كان ومهما كان.
2 - إنه يعطي: أن أمير المؤمنين " عليه السلام " - وهو الذي يمثل نظرة الإسلام الأصيلة - بعين المساواة إلى كل من هم تحت سلطته، أو تحت حمايته، فهو يتألم للمرأة كما يتألم للرجل، وهو يتألم كذلك للمعاهدة والتي هي على غير دينه، بنفس المستوى الذي يتألم فيه للمسلمة، وهو يطلب موقفا حازما تجاه الاعتداء على كرامتهما معا من كل مسلم، بنفس القوة والفعالية والتأثير في رفع الظلامة وإعادة الحق إلى نصابه.
3 - إنه " عليه السلام " قد حاول إثارة الناس وتحريكهم بأسلوب عاطفي يلامس مشاعرهم وأحاسيسهم: فتحدث عن سلب المغيرين حلي النساء المسلمات والمعاهدات، وفي ذلك إثارة عاطفية، وتحريك لا شعوري للناس، الذي سوف يسوؤهم الاعتداء على هذا الموجود الذي يمثل جانب الرقة، والحنان في المجتمع.
4 - إنه " عليه السلام " إنما توقع من المرء " المسلم " أن يموت أسفا، واعتبره جديرا بذلك، وحربا به..
ولعل هذا الأمر يشير إلى أن الإسلام هو ذلك الدين الذي يغرس في الإنسان معاني إنسانيته، ويربيه تربية إلهية يحيا بها وجدانه، وتتنامى فيها خصائصه ومزاياه الإنسانية، فيصبح حي الشعور، صافي النفس، سليم الفكر، وإلهي المزايا..
5 - كما ونجده صلوات الله وسلامه عليه.. قد أهدر دماء