الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٨ - الصفحة ٢٥٥
كما ذكره الإمام الحسن " عليه السلام " في خطبته (1) آنئذ.
وعاش ومات، وما بنى لبنة على لبنة، ولا قصبة على قصبة (2).
وباع سيفه وقال: لو كان عندي ثمن عشاء - أو إزار - ما بعته (3).
ويقول عنه معاوية: " والله، لو كان له بيتان، بيت تبن وبيت تبر لأنفذ تبره قبل تبنه " (4).
وكان مصير تلك الأراضي ولأموال والأملاك، أنه " عليه السلام " تصدق بها، ووقفها على المسلمين، ولم يبق منها شئ حين وفاته " صلوات الله وسلامه عليه (5)، كما هو صريح خطبة ولده السبط حين توفي والده.
وقد قال " عليه السلام ": أنا الذي أهنت الدنيا (6) وقد كان من أهم أسباب انصراف العرب عن علي " عليه السلام " سيرته في المال، حيث لم يكن يحابي أحدا في هذا الأمر (7).

(١) الفتوح لابن أعثم ج ٤ ص ١٤٦.
(٢) تهذيب الأسماء ج ٢ ص ٣٤٦ وأسد الغبة ج ٤ ص ٢٤ والمناقب للخوارزمي ص ٧٠ والبداية والنهاية ج ٨ ص ٥٥ والبحار ج ٤٠ و ٣٢٢.
(٣) كشف المحجة ص ١٢٤ وراجع: أصول مالكيت ج ٢ ص ٧٨ - ٩٨ عن مصادر كثيرة والبحار ج ٤١ ص ٣٢٤.
(٤) كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين للحلي ص ٤٧٥ وكشف الغمة ج ٢ ص ٤٧ وترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمحودي) ج ٣ ص ٥٨ و ٦٠.
(٥) راجع شرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ٤٦ وكشف المحجة ص ١٢٦ والبحار ج ٤ ص ٣٤٠.
(٦) ترجمة الإمام علي (لابن عساكر) بتحقيق المحمودي ج ٣ ص ٢٠٢ وحياة الصحابة ج ٢ ص ٣١٠ والبداية والنهاية ج ٨ ص ٥.
(7) البحار ج 41 ص 133 عن المعتزلي في شرح نهج البلاغة.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست