وحملت في يدك اليراع وطرت في * جو الصراحة فاضحا نياتها غضبت وصاحت في الفضاء ولوحت * بالإفك والتدجيل في صيحاتها وتلعلعت (1) بالزور ألسنة وقد * أوحت بأن الوحي في كلماتها واهتز بركان الشرور ولعلعت * نيرانه وأطل في مقلاتها وأمدها الزمن البليد بدوحه * وهوى - كما شاءت - على رغباتها فسخرت من أعمالها وضحكت من * تدجيلها، وهزئت من غضباتها ووقفت تقرأ للزمان قصيدة * طافت على شفتيك من أبياتها " إن كان عندك يا زمان بقية * مما تضيم به الكرام فهاتها " وقال في بعض المناسبات وهي من شعره عندما كان طالبا في النجف:
حيتك في وادي الهدى نفحاته * ورنت إليك بلهفة زهراته فاض السرور عليه حتى شاركت * أزهاره بسرورها ربواته ويرف كالاحشاء جنح حمامه * عند التحية والخفوق لغاته يا حامي الإسلام في اليوم الذي * عزت بمعركة الحياة حماته كم أن من جور الخطوب وظلمها * جزعا فضاعت في الفضا أناته كانت بنوه بظله تجد المنى * عذبا وتحلم بالنعيم بناته واليوم كاد لها الزمان وأوشكت * تقضي على أحلامها صولاته ما في الرجال سوى شج متأوه وبصدره محبوسة آهاته حتى نهضت تذود عنه فأورقت * وتمايلت نشوانة شجراته كمجاهد يجد الحياة عقوبة * إن لم تنل شرف العلى رغباته تحمي لواء الحق صولته كما * تحمي الشجاع من العدو قناته قلم الإمامة في يمينك روحه * من روحها ومن الهدى رشحاته ما زال يشرق في الحياة وكلما * دجت الحياة تشعشعت قطراته والمنبر السامي تهادى حينما * واجهته وتهللت جنباته ما كنت إلا صوت أحمد فوقه * والصوت من وحي السما نبراته تملي على الدنيا حديثا كله * عبر وأحوال الشعوب رواته فمن الكتاب وضوئه أسلوبه * ومن الفنون وغورها كلماته فيه من الرعد الغضوب دويه * وعليه من ورد الربى نسماته لم يبق في الاسلام قطر هادئ * إلا وهاجت روحه نغماته وبكل قلب رعشة روحية * خفقت كما خفقت به نبضاته هي يقظة في مصره وعراقه * زأرت على خطواتها شاماته لا ينهض الاسلام من عثراته * إن لم تسر في ضوئه طبقاته ما قيمة الدرع الدلاص إذا التوت * وتفككت بنظامه حلقاته ما ذا رأيت وما سمعت بموطن * الميعاد هل عادت اليه حياته حدث عن الوطن المقدس انه * وطن النبوة والهدى عرصاته ما ذا جنت أوعاد (بلفور) وهل * كانت سوى خزي له دعواته في ذمة الدهر الخئون وأهله * عصر تطالب بالحقوق طغاته وقال:
وهفت... فكان جناحها وجناحي * وترين يرتعشان في الصحصاح عطش الرياح اللاغبات بها وبي * عطش السرى الحيران للاصباح أسري ومن حولي تدور وترتمي * بيد يغير صوى... بغير نواح والليل تنسجه الرماح، فينثني * ويعود سدا من رؤوس رماح وأوابد الصحراء تتعب والرؤى * تنساب بين لوائم ولواح سود تسير تغتدي وسوادها * ينداح بين غدوها ورواحي حتى إذا لاحت خيامك أو مضت * اشعاعة بجبيني الملتاح رفت كما رف الشراع فأشرقت * عيناي، واختلج الحصى ببطاحي كنا وكان لقاؤنا أنشودة * في الظل بين خمائل التفاح وعلى شفاهك نجمة وقصيدة * تنساب بين الورد والقداح من وردة ذهبية ان حومت * في الفجر أو من سوسن واقاح ليلى وشاعرها الحبيب بها وما * تركاه من أمل ومن أفراح وحنين هاتفة تذوب ونشوة * نسري من " الأعشى " إلى " وضاح " نبرات صوتك واحة وخميلة * في الدو في لهب الحصى اللواح رنت فلملمت النجوم شعاعها * خجلا، وتاه بضوئها مصباحي ستظل ما بقي الأسى وجروحه * بين الجوانح بلسما لجراحي كنا وكان لقاؤنا أنشودة * في الظل بين خمائل التفاح وعلى خيالي من لقائك نغمة * لماحة كجبينك اللماح والأرض من حولي قصيدة شاعر * وحنين صادحة إلى صداح والبيد في ظما المهامة واحة * ومدائن مأهولة وضواح وهوادج خضر تميل وجدول * بدل السراب ومائه الضحضاح ثم انطوت تلك الظلال وعطرها * فيها ولم تترك سوى الأشباح عش ولا أغرودة فيه ولا * وتر ينوس ولا رفيف جناح طارت حمائمه، واقفرت الربى * من حوله ومحا رؤاه الماحي الدود والأشباح فيه وعتمة * تلتف حول ذبالة المصباح جرس جريح يستعير رنينه * ونياحه من ماتم الأقداح خيط من الفجر البعيد ونغمة * تنسل ثم تعود للأرواح عودي فقد تعب النضال وأوشكت * تلك العواصف أن تنوش كفاحي والشعر يذبل والهواتف تنحني * ويكاد يخرس بلبل الادواح ومن العجائب أن ينهنهني السرى * وتصد غاشية الخطوب جماحي عودي فقد تعب الحنين وقد ونت * روحي وهلهلت الرياح وشاحي ناحت ولو بقيت خيامك في الدجى * حولي لما عرف الزمان نياحي عودي ففي عينيك كل قصائدي * وازاهري وخمائلي وسلاحي لا تذكري السلوى، ولا تتحدثي * حول السلو ولو حديث مزاح انا ان سلوتك لحظة أو مر بي * طيف من السلوى كسرت جناحي أنت الخيال إذا ترنح وانتشى * فوق الغمائم وهو أروع صاح وضياء قافلة تشق دروبها * في الليل بين زوابع ورياح موسى تحول رقة ووداعة * لما رأى معناك في الألواح طافت بعينيه السعادة مذ رأى * عينيك في فلك الجمال الضاحي عودي فقد تعب الحنين وقد ونت * روحي وهلهلت الرياح وشاحي وخذي يدي ودعي الحياة تمر من * راح يهدهدها النعيم لراح وتنفسي في الشاحبات من المنى * والعطر والنفحات والأرواح