من شعره مرت له في هذا الكتاب قصيدتان رثائيتان إحداهما في الصفحة 315 من المجلد السابع، والثانية في الصفحة 442 من المجلد العاشر.
من قصيدة له بعنوان الدهر:
نروم صفاء العيش مما يشوبه * وغارب صرف الدهر صعب ركوبه خليق كبالي الطمر باطن وده * وظاهره غض الإهاب قشيبه وكم قد توسمنا به الخير والمنى كأن * ثراه عنبر وهو طيبه ويا طالما أعيا الورى سبر غوره قبائله في حيرة وشعوبه وكم قد جنينا منه كالحلم لذة * وفاضت باشتات المسرات كوبه فلم نستفق إلا وقد خاب فألنا * وفاضت أسى أرزاؤه وخطوبه يصيب بسهم البين من رام غدره * ومن لم يرم غدرا به لا يصيبه كان الليالي خبط عشواء تستوي * بها حسنات للفتى وذنوبه ومن قصيدة له بعنوان " يا أخت شمس الضحى ":
يا أخت شمس الضحى والكوكب الساري فقت الشموس بهالات وأنوار إن رمت والغيد في حسن، مسابقة * ما فاز غيرك في شوط بمضمار في صحن خديك روض بالورود زها * وفي لحاظك فتك الضيغم الضاري ما هذه القامة الهيفاء مائسة * كذابل من طوال الخط خطار تكاد إذ تتثنى أن تميل كما * يميل من لجة في المركب الصاري إذا الرديني أدميت القلوب به * أم هدب جفن كحد السيف بتار كزئبق فوق أحداق مركبة * على أجاج بماء الحسن موار ما ذا بفيك؟ أ در؟ أم تساقط في * فجاجه برد من صوب مدرار؟
أم ذا فم شفتاه ضرجا بدم * كأنما قدتا مثنى بمنشار لم يحو برق ثناياك العذاب لمى * عنقود كرم ولا حانوت خمار سمط من اللؤلؤ المكنون متسق * ذو منبع بالرحيق العذب فوار هلا جعلت سهاما ترشقين بها * على لقاء عداتي بعض أنصاري؟
خلبت لبي بصوت رن في أذني * كأن رجع صداه شدو أطيار برزت في حسنك الطاووس زركشة * وحامل العود في تحريك أوتار ومن قصيدة له بعنوان " ملحمة الغدير ":
أملحمة، بنودك أم صروح * ممردة كشاهقة الجبال؟
جلوت الصرح عن زبد التجني * على الحق الصراح ولم تبال فحققت الفراسة فيك ظني * ولم تبلغ أشدك في النزال زففت إلى أبي حسن رداحا * من الخفرات فائقة الجمال فكاد بطرفه يرنو إليها * جوى تحت الجنادل والرمال طويت عن الفنا الشدو كشحا * وأنت مرنح الأعطاف سال كأنك قد أصبت بها دواء * لما تشكو من الداء العضال كلفت بصاحب النهج المعلى * وخير غضنفر للحرب صال أتدري ما السوى ولأي باب * من الأبواب شدك للرحال تجشمت المفاوز في الفيافي * وأرهقت العزائم بالكلال ورمت من الذرى ما ليس منه * يطاول طائر وطء النعال أبو حسن له القدح المعلى * بمضمار البسالة والكمال تظل الشهب شاخصة إليه * فتخطئه على بعد المجال ويفرق أن يؤوب الدهر كيلا * يصاب به بقحط في الرجال إذا شكت الظماء صدور غلف * سقاها البيض والأسل العوالي وتقطر إن نضا للحرب سيفا * مواضيه كانداء الطلال وكم في الخيزوانة غال قرما * وجندل كل مفتول السبال ومن قصيدة له بعنوان قلعة الشقيف:
رحماك من طل، يا أيها الطلل * أين المعاقل والأجناد والقلل وقفت عندك لا أدري، وقد ظعنوا *، أمن بنيك مجيب، إن هم سئلوا أين المضارب، والجرد السلاهب، * والبيض القواضب، والعسالة الذبر أين الجحافل، والقب الأياطل، * والغر الشمائل، والأمجاد والمثل أين الجفان، وما يروي الرواة لنا * عن ذلك الجود، وهو العارض الهطل أين الأسود، أسود الغاب، من عرفوا * بالباس، في الروع فيهم يضرب المثل وكيف، يا صرح، لم تجزع لفقدهم * وكيف ويحك باق، بعد ما ارتحلوا أ لا شرحت لنا ما قد أحاق بهم * وكيف، كيف على ذئب البلى نزلوا من قصيدة له بعنوان " وادي العرايش ":
تمضي القرون وتنطوي الأعوام * أبدا وثغرك ضاحك بسام متجدد فيك الشباب وإنما * حرم الأمان لديك والإلهام خلع الهيام على صباك وشاحه * ما للصبا والشوق فيك فطام مشكاة نبراس العصور وطالما * بك قد تقشع في العشي ظلام ما كان من خدع السراب تألق * بك، أو نسيم عاطر وخزام تحلو الحياة لديك، وهي مريرة * ويطيب فيك الموت، وهو زؤام خضعت لعزتك المعاقل والذرى * أين الخورنق منك، و (الأهرام)؟
دار السعادة أنت إن شاءت وإن * أنحت عليك بعذلها اللوام ولكم هززت من الهواة معاطفا * وشدت بعاطر ذكرك الأقلام ومن قصيدة له بعنوان " على نبع الباروك ":
هاج وجدي بك الخدود الملاح * وغبوق بين ألمها واصطباح وعبير من الأزاهير فيها * طالما ضاحك الغدير المراح والغواني نواعم فاتنات * ورقاق كأنها أشباح صيرت فحمة الظلام نهارا * وجنتاها، وثغرها الوضاح والصفا باسط جناحيه دلا * حيث لا شقوة ولا أتراح وبساط الندمان ثم عجيب * إذ يطيب الهوى ويحلو المزاح سرحة الفن والرياض عليها * تتدلى الأغصان والأدواح كل صبح يغدى وكل مساء * لدوالي أفيائها، ويراح والأداة الخرساء تنفث فيه * حرقا للغرام وهي فصاح والقدود الهيفاء إذ تتهادى * مائسات كأنها أرماح تجمع الظرف والبهاء وترمي * بلحاظ، هي المراض الصحاح كاشفات عن مرمر أو لجين * إن ذرت ثوبها الرقيق، الرياح فقات أعين الظلام وشعت * كلما لاح نورها اللماح تأخذ النفس قسطها من هناء * إذ تدار الأوتار والأقداح