غدت العواصم خطة مغزوة * لا الخيل تعصمها ولا الأجناد لا آل حمدان ولا أيامهم * فيها لهاتيك الثغور سداد المصلتون سيوفهم ليست لها * إلا رقاب عداتهم أغماد أخذوا المضايق والدروب تغلغلت * فيها الجيوش وأمعن القواد ضاقت على سعة المجال بجندهم * شعف الجبال وغصت الأسناد فوق الجنادل راسخات مثلها * صم الصفاة من القلوب صلاد سمعوا الصريخ فأنعموه إجابة ما ذاك إلا أنهم أنجاد الذاهبون مضى لنا بذهابهم * في الله جد دائم وجهاد خنا ذمام الفاتحين وعهدهم * ما هكذا تستنجب الأولاد إنا بما نجني وهم فيما جنوا * بئس البنون ونعمت الأجداد كانت حفائظ يعرب إن صوليت * نارا ونار الآخرين رماد إني يذكرني الشهامة عنتر * فينا ووالد عنتر شداد ويهزني عصر العراق تسوسه * لخم وآل محرق واياد يا أيها الجيل الطريد كم انقضت * فيما تحاول غارة وطراد وعدت بغربتك الرواة وانه * حتم عليك كما بدئت تعاد (1) مما أضعتم من تراث بابل * ومصانع الخلفاء والأسداد لم تخلفوا باني السدير بما بنى ومشيديه بما أتوه وشادوا لولا التفكر في مصير بلادكم * تالله ما ضاقت علي بلاد إني أبيت لأجلها متململا * قلق الوساد وما لدي وساد أضدادكم متساندون قد اجتنوا * ثمر الوفاق وأنتم اضداد نبذوا لكم ثمن البلاد وفيكم * من لا يشك بأنهم أجواد وعدوكم الاصلاح فلتتوقعوا * برقا جوانب وعده إيعاد إطلاق أيدينا على أيدي العدى * رق وفك أسارنا استعباد ما ولد الآثار إلا معشر * حركوا الطباع وجودهم إيجاد القوم ملح بالحديث قديمهم * فرقوا وزين بالطريف تلاد ألقى أعنته الهواء إليهم * والماء صعب كليهما منقاد هانت على السفن التي مخرت بهم * لجج المياه كأنها أثماد كم بين من بلغوا السماء وبيننا * نحن الذين خيالنا منطاد هل في غياض الدردنيل مجاوب * إن قلت لم لا تزأر الآساد خرس المقاول ناطقون دهاهم * ريب الزمان وغيب اشهاد أسماؤكم فيما ظننا جنة * مما نخاف وعدة وعتاد الصدر في دار الإمارة " طلعة " * وممالئوه والإمام " رشاد " أأفادكم شن الحروب تتابعت * وأنالكم ما لا ينيل حياد رفع الخيال لكم وقرب روضة * غناء تسقى بالمنى وتجاد ثمن دنا منه القطاف زعمتم * سفها وزرع حان منه حصاد رفع الهلال عن السماء وقد خبا * أو كاد ذاك الكوكب الوقاد لله اكتاد عوات حملت * ما ليس تحمل بعضه أكتاد من كل قاصية لأخرى لم تحط * تجبى الجنود وتجلب الأمداد ما بين مصر والحجاز تطاحن ومن العراق إلى الخليج جلاد يتزودون من التجلد كلما * قل المتاع وخفت الأزواد ويعللون جريحهم بأدائه * فرض الدفاع كان ذاك ضماد يا للرزية كم تفرق بيننا * وتضلنا الأضغان والأحقاد لا تبرد الأكباد فيما بيننا * حتى تذوب وتعطب الأكباد الآن لا الحجاج فينا قائم * لننال منه ولا الدعي زياد حسب البغاة الظالمين تربص * بالمسلمين وحيلة وكياد ان الزعامة سلمت لزعانف * في الشرق قادوا أهله فانقادوا انظر إلى الاعجاز كيف تصدرت * وعمائم السادات كيف تساد شر العصور وفي العصور تفاوت * عصر به تتقدم الأوغاد أما مخازيهم فليست تنتهي * ولو انقضت وتناهت الأعداد ولو أن أشجار البسيط يراعة * والأرض درج والبحار مداد قال وقدم لها بما يلي:
السيد محمد سعيد بن السيد محمود الحسني الشهير بحبوبي النجفي الشاعر البليغ المعروف زعيم النهضة العراقية المأثورة المتوفى عشية الأربعاء ثاني شعبان سنة 1333 في دار الجهاد بناصرية المنتفق المحمول إلى النجف المدفون في المشهد العلوي كان نهوضه من النجف بالدعوة إلى الدفاع في المحرم سنة 1333 فأجابه خلق من أهل الفرات والغراف والمجرة سار بهم إلى الشعيبة إلى أن كان ما كان من الخذلان المعروف هناك فعاد إلى الناصرية ورابط فيها إلى أن مات:
عم الثغور الموحشات ظلام * ودجت لأنك ثغرها البسام طوت الفيالق نكسا أعلامها * إذ ليس تخفق بعدك الأعلام رابطت في ثغر العراق وثغرها * يحمي الحجاز بسده والشام سقط الذي شيدت من أركانه * وأعيد فيه النقض لا الإبرام رام العدو بك الوثوب فأدركوا * من غير أن يتكلفوا ما راموا صالت على تلك المنية أختها * وسطا على ذاك الحمام حمام لله تسعة أشهر موصولة * طالت عليك فكل شهر عام شهر الصيام أتى فراعك أنه * في ظل غير المسلمين يصام شهر الإطاعة والعبادة خائف * من أن تطاع وتعبد الأصنام فارقته لا ذلك الليل الذي * يحيا ولا تلك الصلاة تقام لك في الدفاع موفر أجر الأولى * في الثغر صلوا خاشعين وصاموا ما كنت تؤثر في جهادك لذة * فيسوع شرب أو يطيب طعام قلق وغيرك ساكن ومسهد * والمسلمون مهومون نيام القوم دونك حائرون لدينهم * والناس بعدك والهون هيام ما حبهم لك حب راج حظوة * في الحب بل هو لوعة وغرام علم الرجال الحاملوك بأنهم * حملوا الصلاة فكبروا وأقاموا فعليكما من ذاهبين تحية * وعليكما من غاديين سلام إذ لست وحدك في الحقيقة ذاهبا * طي الردى بل أنت والإسلام الآن لما غيبوك تيقنوا * أن الحياة جميعها أحلام أين البسالة والعدالة والتقى * أين الحفاظ المر والإقدام أين الذي بثباته ثبت الورى * وتزلزلت من بعده الأقدام هل كان يومك وهو بغتة باغت * طيف الكرى وطروقه إلمام يوم يكاد الدهر ينكر عده * منه وتطلب لغوه الأيام