حسن المحاورة، كتبت عنه، وكان ينعم ويشرفني إلى منزلي، وكتب لي الإجازة نظما... وتوفي ثالث عشر رجب سنة 706 ودفن بمشهد علي.
وترجم له أيضا في نفس الجزء ص 837 برقم 1226 وكناه أبا عبد الله فقال:
عماد الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن علوان الشيباني الحلي الفقيه المقرئ الأديب.
يعرف ب (ابن الرفاعي) من أكابر العلماء وأفاضل الأدباء والفقهاء، كتبت شعره في (أشعار أهل العصر) ومما أنشدني وهو متوجه إلى زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام)...
وأورد له ابن الشهرزوري الموصلي في مجموعته المخطوطة - في الورقة 114 وما بعدها - قصيدة غديرية في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)، وعبر عنه ب (نصير الحق والدين ابن علوان).
كما أورد له في نفس المجموعة في الورقة 146 - قصيدة في رثاء الحسين (عليه السلام) صاغها تخميسا للامية العجم المعروفة ووصفه ب (ابن علوان الرفاعي الربعي البغدادي).
هذا ما استفدناه من المجموعة المخطوطة التي جمعها السيد عبد العزيز الطباطبائي في تراجم المنسيين والمغمورين من السابقين، وهي مجموعة ضخمة قوامها أضابير عديدة. وفقه الله لتبييضها وطبعها.
وعن مجموعة ابن الشهرزوري ننقل هذا التخميس.
والنسخة التي عندنا تختلف في بعض الألفاظ مع رواية ياقوت للامية العجم، وقد صححنا قسما منها على رواية ياقوت بعد أن وضعنا الكلمة الصحيحة بين عضادتين وأشرنا إلى ذلك في الهامش. وكذلك فعلنا في الألفاظ التي استظهرنا خطاها وصححناها. وتركنا ما له وجه من الصحة على حاله.
قال الشيخ الإمام العالم الأديب الفاضل عماد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن علوان الرفاعي الربعي البغدادي - رحمه الله تعالى - يرثي مولانا وسيدنا الإمام السبط الشهيد أبا عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، مما وشح به لامية الطغرائي رحمه الله:
لولا إبائي بنفسي عن ذوي البخل * وصون مدحي عن الأنذال والسفل ما كنت أنشد والآفاق تشهد لي * (أصالة الرأي صانتني عن الخطل وحلية الفضل زانتني لدى العطل) صبرا فليس لما قد فات مرتجع * فالصبر ينفع إذا لا ينفع الجزع والدهر يخفض أقواما وإن رفعوا * (مجدي أخيرا ومجدي أولا شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل) لواعج الشوق تطويني وتنشرني * إلى بلادي [و] من خلفت في وطني وأطول شوقي! وواوجدي! وواحزني! * (فيم الإقامة بالزوراء، لا سكني بها، ولا ناقتي فيها ولا جملي؟) (1) مثل الحسين بأرض الطف حين غدا * لهفي عليه، وحيدا بين جمع عدا لا يرقبون لديه ذمة أبدا * (ناء على الأهل صفر الفك منفرد [أ] كالسيف عري متناه عن الخلل) (2) يشكو إلى الله ما يلقى من المحن * ويحتمي بظبا الهندي واللدن بقول: هل ناصر لله ينصرني؟ * (فلا صديق إليه مشتكى حزني ولا أنيس لديه منتهى جذلي) ما ذا أردتم - لعنتم - من مكاتبتي * أبعدتموني عن جدي ومنزلتي برحلة قتلت أهلي وقاطبتي * (طال اغترابي حتى حن راحلتي ورحلها وقر العسالة الذبل) كم قد سفكتم لأبناء النبي دما * وكم أبحتم له في كربلا حرما وقلت للصحب: عاد الدين مبتديا * (فسر بنا في ظلام الليل مهتديا فنفحة الطيب تهدينا إلى الحلل) فجاءت الخيل منكم وهي راكضة * والعهد والدين والأيمان ناقضة وفي دما خير خلق الله خائضة * (فالحب حيث الردى والأسد رابضة حول الكناس لها غاب من الأسل) لبئس ما شاهدت عيني وما لقيت * منكم ومن بعدكم يا ليت لا بقيت يا قوم جدوا فإن النفس قد شقيت * (نوم ناشئة بالجزع قد سقيت نصالها بمياه الغنج والكحل) جنات عدن كساها الله ثوب بها * عدونا لجحيم والولي بها بها توله أرباب الصفا ولها * (قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ما بالكرائم من جبن ومن بخل) عوجوا عليها ولا تلووا على أحد * فالعيش في نغص والدهر في نكد قتلتمونا على بعد وعظم ظما * (وضج من لغب نضوي، وعج لما ولي تأس بيحيى وهو خير [ولي] * (وذي شطاط كعقد الرمح معتقل لمثله غير هياب ولا وكل) (3) شقيقي الحسن المسموم من فرجت * لفقده الأرض والأفلاك وانزعجت والنفس بعد أخي - العباس - ما ابتهجت * (حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت بقسوة الباس منه رقة الغزل) فجعتم المصطفى الهادي بعترته * قتلى وأسرى لكم، يا شر أمته وابني علي فلو لا عظم مرضته * (طردت سرح الكرى عن ورد مقلته و [الليل] يغري سوام النوم بالمقل) (4) غادرتم الله والمختار في غضب * والأنبياء وأهل الحق في حرب أتقتلونا بلا ذنب ولا سبب!؟ * (والركب ميل على الأكوار من طرب صاح وآخر من خمر الهوى ثمل) أدعو الشقي ابن سعد كي يساعدني * وقد جرى الدم من رأسي ومن بدني دعوت نذلا لئيما لا يجاوبني * (فقلت: أدعوك للجلى لتنصرني وأنت تخذلني في الحادث الجلل) (5) جيوشكم بإله العرش كافرة * دنيا طلبتم ففاتتكم وآخرة لتندمن إذا ضمتك ساهرة * (تنام عني وعين النجم ساهرة و تستحيل وصبغ الليل لم يحل) (6) فقال كل امرئ منهم لصاحبه * هذا الحسين أتانا في أقاربه وعزمنا الفتك فيه مع حبائبه * (فهل تعين على غي هممت به والغي يصرف أحيانا عن الفشل) (7) فجردوا كل عضب صارم خذم * وأقبلوا نحو خير العرب والعجم ما ذا تريد؟ فقال السبط ذو الكرم: * (إني أريد طروق الجزع من إضم