مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ١ - الصفحة ١٦١
ثانيا: قضية نشوء الباكستان:
إن أكبر زعماء المسلمين في الهند كانوا ضد تقسيم الهند ويكفي أن نذكر منهم: أبو الكلام آزاد، وفخر الدين علي أحمد، وذاكر حسين، والسيد محمد سعيد العبقاتي إلى عشرات أمثالهم. بل إن أبو الأعلى المودودي زعيم (الجماعة الإسلامية) ومؤسسها كان هو نفسه ضد التقسيم. هذه الجماعة المعروفة بنزعتها الإسلامية المتصلبة. وعند ما اختلف المودودي مع رئيس جمهورية الباكستان أيوب خان، كان مما عيره به هذا، انه كان معارضا لقيام الباكستان.
وقد استوضحت خلال زيارتي للباكستان عددا من زعماء الجماعة الإسلامية فأقروا بهذه الحقيقة.
وقد لعب الصراع على الزعامة لدى الزعيم محمد علي جناح دورا في التقسيم بالإضافة طبعا إلى الأسباب الرئيسية الأساسية التي أدت إلى التقسيم.
إذن ليس صحيحا - وهو أمر عاصرناه - أن مسلمي الهند " ظلوا في الحض حتى نشأت دولة الباكستان " كما يقول الأستاذ البستاني ليدعم ما انطلق به من مبدأ أصلا: وهو أن المسلمين لا يمكن أن يتعايشوا مع أحد...
إن تاريخ الشعوب لا تلخص أسبابه وتكشف مكنوناته ببعض كلمات. إن وراء تقسيم الهند ونشوء دولتين فيها، استعمارا دام عشرات السنين كان قوامه نهب الخيرات وإثارة الفتن وبذر الشقاق وتقسيم الشعوب وتركيب الدول.
ونحن نريد أن نسأل الأستاذ البستاني ما دام ان " المسلمين يسعون بمعونة مسلمي العالم ليكونوا دولة مسلمة " كما يقول فكيف خرجت بنغلادش المسلمة من دولة مسلمة بمعونة الهند؟ ان اهمال العوامل الاقتصادية والسياسية والقومية واللغوية في فهم مثل هذه الأمور هو تجريد بدائي للتاريخ. وعندما يرد ذلك للدين وللدين الإسلامي فقط لا يعود هذا تاريخا أبدا. وأخيرا لماذا لا تزال تحبو فكرة وحدة غرب أوروبا وليس فيها مسلمون وهي مسيحية من قرون عدة.
ثم إننا نسأل الأستاذ البستاني، من كان وراء الحركة الانفصالية التي قامت في بيافرا؟ ومن هو وراء الحركات الانفصالية القائمة الآن في فرنسا وإسبانيا وكندا؟ أ هم المسلمون؟... بل اننا نسأله من كان وراء انفصال لبنان عن سوريا؟!
ثالثا: قضية الشيخ لطف الله العاملي:
يزعم الأستاذ البستاني أن فخر الدين المعني أرسل الشيخ لطف الله العاملي من ميس الجبل إلى عند الشاه عباس في إيران، لينسق بين الشاه وفخر الدين في حربه مع العثمانيين.
والأستاذ البستاني حين يقول هذا القول فإنه يجهل حقيقة مهمة علماء جبل عامل في إيران في عهد الدولة الصفوية.
إن الهجرة العلمية العاملية إلى إيران هي أبعد عهدا وأسمى هدفا مما يظن الأستاذ البستاني. وإذا كان فخر الدين المعني هو الذي أرسل الشيخ لطف الله العاملي إلى الشاه عباس فمن الذي أرسل قبل ذلك المحقق الكركي الشيخ علي بن الحسين ابن عبد العالي المتوفى سنة 940 هجرية (1534 م) إلى الشاه إسماعيل والشاه طهماسب ومن الذي أرسل الشيخ حسين عبد الصمد المتوفي سنة 984 هجرية (1576 م) وولده محمد بهاء الدين؟ ومن الذي أرسل الشيخ إبراهيم البازوري والشيخ محمد علي خاتون والسيد بدر الدين الحسيني الأنصاري؟ ومن الذي أرسل المئات غيرهم من علماء جبل عامل؟
لقد كان سبب هذه الهجرة ان الدولة الصفوية قامت أول ما قامت على كيان عسكري بحت يرتكز إلى القوة المادية وحدها، فكانت بحاجة إلى العلماء والمثقفين فوجدت بغيتها في هذا الجبل العظيم (جبل عامل) الذي استمر تدفق علمائه ومفكريه إلى إيران طيلة قرنين حتى ظهر في الميدان العلماء الإيرانيون، وكان أبرزهم محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1106 ه‍ (1699 م).
وقبل ذلك، قبل قيام الدولة الصفوية في عهد ملك خراسان علي بن المؤيد، حاول هذا الاستعانة بعلماء جبل عامل فأرسل يستدعي الشهيد محمد بن مكي المستشهد سنة 786 ه‍ ولكن محمدا اعتذر لأن بلاده كانت في ذلك الوقت بأمس الحاجة إليه، إذ كان هو رأس النهضة العلمية العاملية التي تضعضعت بفعل احتلال الإفرنج (الصليبيين)، ثم انبعثت على يد محمد بن مكي. واكتفى محمد بن مكي بان ألف لعلي بن المؤيد كتاب (اللمعة) في الفقه وأرسله إليه.
إذن: 1 - مبدئيا ان العلاقات بين الشيعة وفخر الدين كانت على الأغلب سيئة، إن لم تكن عدائية ولم يكن من مبرر لهم حتى ولو كانوا مضطهدين من قبل الحكم العثماني لأن يوالوا فخر الدين، ولا لأن تقوم علاقة تحالف " مصيري " مع حكمه تستدعي " نشاطا دبلوماسيا دوليا " من قبل الشيعة لدعم فخر الدين.
2 - إن قضية الوجود الشيعي في ظل الحكم العثماني في العهد المعني لم تكن في لبنان مطروحة بالمعنى والمبنى اللذين يذكران للوجود المسيحي أو اللبناني.
فلم تكن لدى الشيعة آنذاك ولا الآن نزعات استقلالية ذات دور حضاري.
كما أنه من العبث الكلام عن علاقات آنذاك في هذا السياق بالذات بين شيعة جبل عامل وشيعة إيران. وبالتالي لا مجال للقول بتحرك شيعي متمثل في عالم كبير من علماء الشيعة في سفارة للأمير المعني. وهذا في رأينا مجرد كلام يراد به تركيب تاريخ " بالإبرة والسنارة ".
3 - لم يكن في مطلق الأحوال من الوارد لدى الشيخ لطف الله، شأنه في ذلك شأن علماء الشيعة آنذاك ان يقوم بمهمة مثل المهمة التي يذكرها الأستاذ البستاني وبخاصة لرجل مثل الأمير المعني. وكان أولئك العلماء من المنزلة والانشغال والعمل والترفع بحيث ان القصة الموردة لا تعدو أن تكون موضوعة.
هذا من الناحية المبدئية، أما من حيث سيرة الشيخ لطف الله العاملي نفسها، فهي تنفي النفي كله مثل هذه السفارة. فالشيخ لطف الله ليس هو الذي ذهب إلى جبل عامل، بل إن جده إبراهيم بن علي بن عبد العالي الميسي هو الذي ترك ميس وذهب من الجبل إلى إيران.
وقد كان له ولدان هما: الحسن وعبد الكريم، ولعبد الكريم ولد، هو لطف الله.
وعن تفاصيل حياته ننقل له عبارة واحدة وليراجع تفاصيل ذلك في ترجمة
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة - آتش حيدر علي فيضي - آصف الدولة - إبراهيم شرارة 5
2 إبراهيم العلوي بن حسين - إبراهيم مجتهد - أبو الحسن شمس آبادي - أبو الفضل الطهراني - أحمد القزويني بن السيد حميد 10
3 أحمد آل كاشف الغطاء - السيد أحمد الخونساري - أبو العلاء المعري 12
4 أحمد بن منير الطرابلسي 15
5 إسماعيل الصفوي 18
6 أفضل الدين الكاشاني 19
7 أسامة بن منقذ - انشاء الله خان - أنيس 21
8 باقر كاشف الغطاء - باقر أمين الورد - باقر سماكة بن الشيخ محمد - باقر عبد الغني - بدران المزيدي 22
9 البرسيين - بزرك أبو الحسن علوي 23
10 تقي الشيخ راضي - توفيق الفكيكي - جابر الشكري بن عزيز - جرأت - جعفر الخليلي 24
11 جعفر همدر 25
12 جواد علوش - جون 28
13 حبيب بن محمد - حسن علي نجابت - حسين الخادمي - ابن سينا 30
14 حسين القزويني 35
15 حسين معتوق - أبو نواس الحسن بن هاني 36
16 حسن البحراني 40
17 الحسين بن نما الحلي 41
18 حيدر الآملي 42
19 حيدري - خضر المهراني - خضر الطائي - الخطاطون في العهد الصفوي 43
20 الخليل الفراهيدي 46
21 خليل مغنية 47
22 خليل ياسين 48
23 دبير - دبيس المزيدي - دعبل الخزاعي 50
24 رجل من بني ليث - ذو فقار الدولة - راضي آل ياسين 51
25 رضي ذو النوري - راغب حرب - رحيم آرباب - زاير البرسي - سبط الحسن الجايسي - سعد صالح 52
26 سعيد نفيسي - سكينة بگم - سليم حيدر 53
27 سليمان عبد الجبار - سودا - شاكر هادي شكر - شهدة - صادق شفق 56
28 صادق الفحام - صالح الشهرستاني - صدر الدين الصدر 58
29 صدر الدين شرف الدين - صدر الدين الدهلوي - صفي 59
30 الضحاك المشرفي - ضياء الدين الخالصي - ضياء الدين العراقي 60
31 طاهر بن يحيى - طه باقر - الطفيل - طلائع بن رزيك 61
32 ظالم بن عمرو أبو الأسود الدؤلي 62
33 ظالم بن شراق - عابس الشاكري - العباسيون 64
34 عارف الحر 79
35 عباس اقبال 80
36 عباس أبو الحسن 81
37 عباس القمي - عباس الشيرازي - عباس القرشي 82
38 عباس الهمداني 83
39 عبد الحسين دست غيب - عبد الحسين الأميني - عبد الحسين الحلي 84
40 عبد الحسين نور الدين 85
41 عبد الرؤوف الأمين 86
42 عبد الرضا صادق 89
43 عبد الرضا المطبعي - عبد العزيز بن البراج 91
44 عبد الصاحب الحكيم - عبد الكريم الخليل 97
45 عبد الكريم بن طاووس - عبد الكريم الهاشمي - عبد الله الجزائري 100
46 عبد الله التستري - عبد الله الشيرازي - عبد الله الكلبي - عبد الله الطائي 101
47 عبد الله وعبد الرحمن الغفاريان - عبد الله أحمديه 102
48 عبد الله الشيرازي - عبد الله الصائغ 103
49 عبد الله بن سلمة - عبيد الله الكوفي - عبد المطلب الحلي 106
50 عبد المطلب الأمين 107
51 عبد المهدي مطر 112
52 عبد الله الجعفي - علي إبراهيم 115
53 علي رضا عباسي 117
54 علي أكبر دهخدا 119
55 علي أكبر نواب - علي الأنصاري الشيرازي - سيف الدولة علي بن حمدان 121
56 علي بن عبد الله بن العباس - علي البحراني - علي النوري 124
57 علي آل شبانة - علي البهبهاني - علي الشيرازي 125
58 علي بن الحسن شميم الحلي 126
59 علي بن حمدون - علي المراغي - علي الهمذاني 127
60 علي الميبدي - علي الخياباني - علي الأبزري - علي نياز - عطية الكوفي - عمرو الأنصاري - عمر الصيداوي - غالب 128
61 غلام رضا سرخي - فاضل الجمالي 129
62 فؤاد عباس 148
63 فتى من أهل الكوفة - الفضل بن جعفر - الفضل بن الزبير الكوفي 149
64 القاسم بن معية - القاسم بن مظاهر - قيس النابغة الجعدي 154
65 قيس النجاشي - كليب الجرمي - الكميت 155
66 لطف الله العاملي 160
67 لطف الله البحراني - ماجد الصادقي - عضد الدين المبارك الأسدي 162
68 مجيد العطار 163
69 محمد بن أبي بكر الهمذاني - محسن جمال الدين - محسن الموسوي - محمد أبو نصر الفارابي 164
70 محمد أبو النديم 174
71 محمد بن إدريس الحلي 178
72 محمد باقر - محمد حسين الكازروني - محمد الحسيني - محمد المتخلص - محمد الشيرازي - محمد معصوم - محمد الكازروني الطبيب - محمد الدهدار الشيرازي - محمد نصير الدين 179
73 محمد مهدي حجاب الشيرازي - محمد بن يوسف الشيرازي - محمد بن الحسين الشيخ البهائي 180
74 محمد الغفاري كمال الملك 181
75 محمد باقر الدهلوي - محمد صادق بحر العلوم - محمد بهشتي 183
76 محمد تقي بهار 184
77 محمد الحجة - محمد جمال الهاشمي 185
78 محمد حرز الدين - محمد الخليلي 186
79 محمد حسن الحكيم 187
80 محمد أبو جعفر الطوسي 188
81 محمد تقي الآملي 199
82 محمد جواد باهنر - محمد حسين آزاد - محمد الطباطبائي - محمد رضا الشبيبي 200
83 محمد رضا القمي - محمد شريف خان - محمد مفتح - محمد بن الأبار 204
84 محمد الشويكي 205
85 محمد شرارة 206
86 محمد حسين الشهرستاني 210
87 محمد صادق نشأت - محمد رضا شرف الدين 211
88 محمد آل شبانة - محمد صدوقي 212
89 محمد الأردوبادي - محمد علي بري - محمد الشيباني 213
90 محمد علي خاتون - محمد الصاحبي - محمد الجزائري - محمد المدرسي 218
91 محمد المعصومي - محمد بن طباطبا - محمد جواد - محمد ناصر 219
92 محمد علي اليعقوبي 221
93 محمد بن عمر الكشي - محمد قسام - محمد قطب شاه 222
94 محمد قلي قطب شاه - دول الهند الشيعية - محمد كال شعيب 223
95 محمد المقدادي القمي 225
96 محمد بن المبارك الكرخي - محمد نصير الدين الطوسي 228
97 محمد بن مكي الشهيد الأول - محمد الجبي 237
98 محمد هاشم الأشكوري 240
99 محمد بن هاني الأندلسي 241
100 محمد يوسف مقلد 243
101 محمد بن المبارك الكرخي 244
102 محمد مهدي البصير 245
103 محمود بن الياس الشيرازي - محمود الحبوبي 246
104 محمود الحمصي 249
105 محمود الشاهرودي - محمود الطالقاني - محمود بن مسعود الشيرازي - محيي الدين شمس الدين 250
106 مرتضى مطهري - مزيد المزيدي - مصطفى جواد 252
107 معاذ بن مسلم الهراء - المقداد السيوري - مهيار الديلمي 253
108 موسى الزين شرارة 268
109 موسى سيار الشيرازي - مير أمين - مير حسن - مير آبادي 270
110 ناسخ - ناصر الدين الشيخ راشد - نصر الخبز أرزي 271
111 نصير الدين ناصر العلوكي 272
112 ناصيف النصار 274
113 نصر بن علي الحلي - نصير الدين المنازي - نظير - نواب صفوي 280
114 النوار ابنة مالك - هادي النحوي - هادي كمال الدين - هاشم معروف الحسني 283
115 هبة الله بن علي - ابن الشجري 284
116 ورام الحلي - يحيى القرشي - يزدن التركي 285
117 يزيد بن قيس - يزيد بن زياد الكندي - يزيد بن مفرغ 286
118 يحيى بن البطريق 289
119 يعقوب بن داود 290
120 يوسف بن المطهر - يوسف رجيب - يونس الأردبيلي - الأمويون والإسلام والعروبة 291
121 الشيعة يحمون العالم الإسلامي 296
122 الحجاج بن يوسف 299
123 كلمة الختام 301