عنه (عليه السلام) قال في حديث: (أما أبو الخطاب فكذاب - وقال -: إني أمرته أن لا يصلي هو وأصحابه المغرب حتى يروا كوكب كذا يقال له القيداني والله إن ذلك الكوكب ما أعرفه) وفي مرسل سعيد بن جناح (1) عن الرضا (عليه السلام) (إن أبا الخطاب قد كان أفسد عامة أهل الكوفة، وكانوا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، وإنما ذلك للمسافر والخائف ولصاحب الحاجة) وفي خبر الشحام (2) قال:
(قال رجل لأبي عبد الله (عليه السلام): أؤخر المغرب حتى تشتبك النجوم فقال:
خطابية، إن جبرئيل نزل بها على محمد (صلى الله عليه وآله) حين سقط القرص) إلى غير ذلك مما سيمر عليك بعضه إن شاء الله.
وكيف كان فمن الواضح بعد حمل هذه النصوص على الاستحباب إن لم يكن فساده، وأولى منه بمراتب حمل أكثر تلك النصوص على ما أشارت إليه هذه النصوص من أن ذهاب الحمرة علامة على غيبوبة القرص من تمام الأفق، وبه تخرج حينئذ عن أصل المعارضة، بناء على أنها كالمجمل وهذه كالمبين، وإلا كانت من المطلق والمقيد، وكأن الذي ألجأهم صلوات الله وسلامه عليهم إلى كثرة التعبير به لأصحابهم هو الجمع بين الواقع وبين ما تتأدى به التقية مع بيان كذب أبي الخطاب وشدة افترائه اعتمادا على ما ذكروه من تمام التفصيل في النصوص الآخر، مضافا إلى الاعتبار، ضرورة عدم بقاء الحمرة المشرقية مع فرض سقوط قرص الشمس عن الأفق، لأنه إن كان يبقى للشمس شعاع بعد سقوطها عن الأفق فهو في مقابلها من جهة الغرب لا الشرق، واحتمال أن العبرة بسقوطها عن أفق الناظر لاتمام الأفق مقطوع بعدمه، خصوصا بعد قوله (عليه السلام): (فإنها تغيب عندكم قبل ما تغيب عندنا) وقوله (عليه السلام):
(فإنها تغيب من شرق الأرض وغربها) على أن المنساق من الغروب سقوطها عن تمام