أيضا قال: (سمعته يقول: وقت المغرب إذا ذهبت الحمرة من المشرق، أو تدري كيف ذلك؟ قلت: لا، قال: لأن المشرق مطل على المغرب هكذا، ورفع يمينه فوق يساره، فإذا غابت من هاهنا ذهبت الحمرة من هاهنا) وخبر يزيد بن معاوية (1) عن الباقر (عليه السلام) الذي رواه الكليني والشيخ بغير واحد من الأسانيد، بل في بعضها من أصحاب الاجماع الذين لا يلتفت إلى من بعدهم في وجه. بل لعل التأمل فيه يورث الفقيه الماهر قطعا بصحته بالمعنى القديم، لكثرة القرائن الدالة على ذلك، قال: (إذا غابت الحمرة من هذا الجانب يعني من ناحية المشرق فقد غابت الشمس من شرق الأرض وغربها) وموثق عمار الساباطي (2) عن أبي عبد الله (عليه السلام) المروي في التهذيب بل ومستطرفات السرائر عن كتاب محمد بن علي بن محبوب قال:
(إنما أمرت أبا الخطاب أن يصلي المغرب حين زالت الحمرة من مطلع الشمس، فجعل هو الحمرة التي من قبل المغرب، وكان يصلي حين يغيب الشفق) وخبر محمد بن شريح (3) بل في المعتبر أنه رواه جماعة منهم محمد بن شريح عن أبي عبد الله (عليه السلام) (سألته عن وقت المغرب فقال: إذا تغيرت الحمرة في الأفق وذهبت الصفرة) وخبر يعقوب ابن شعيب (4) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال لي: مسوا بالمغرب قليلا، فإن الشمس تغيب من عندكم قبل إن تغيب من عندنا) وخبر أبان بن تغلب (5) قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (أي ساعة كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوتر؟