لا في خصوص الوتر، إلا أنه لما كان هذا لطلب العفو والرحمة وغيرهما استحق ذكر كل ما له مدخلية في استجابة الدعاء، بل قد يقال إن اشتهار ذلك بين الأصحاب فتوى وعملا لا يكون إلا عن نص وإن لم يصل إلينا، ولعله للاستغناء بهذه الشهرة عنه كما هو الشأن في كل اجماع لا نص فيه، فالأمر سهل وإن لم نقف فيه على نص، نعم ورد (1) أنه يدعو فيه على من يشاء من أعدائه ويسميهم بأسمائهم، وأن يقول: إذا رفع رأسه من آخر ركعة الوتر ما عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) (2): (هذا مقام من حسناته نعمة منك، وشكره ضعيف، وذنبه عظيم، وليس لذلك إلا رفقك ورحمتك، فإنك قلت في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل صلواتك عليه وآله: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون، وبالأسحار هم يستغفرون) (3) طال هجوعي وقل قيامي، وهذا السحر وأنا أستغفرك لذنوبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا ولا نشورا، ثم يخر ساجدا) وأن يقول إذا انصرف من الوتر أيضا ما عن أبي جعفر (عليه السلام) (4) (سبحان ربي الملك القدوس العزيز الحكيم ثلاث مرات، ثم يقول:
يا حي يا قيوم يا بر يا رحيم يا غني يا كريم ارزقني من التجارة أعظمها فضلا، وأوسعها رزقا، وخيرها لي عاقبة، فإنه لا خير فيما لا عاقبة له) وغير ذلك مما هو معلوم بملاحظة الأخبار الواردة عنهم (عليهم السلام).
وكذا يستحب له الفصل بين صلاة الغداة ونافلتها المدسوسة في صلاة الليل باضطجاعة على الجانب الأيمن، ويقرأ الخمس آيات من آخر آل عمران، ويدعو بالمأثور، أو بسجدة كما هو مقتضى الجمع بين النصوص، لكن في الذكرى قال الأصحاب: