وكان هذا الوجه مما لا وجه له، بل الصواب كونه من جهة إظهاره (عليه السلام) عسكر الله تعالى وجيشه للخليفة العباسي معجزة، كما رواه جماعة من علمائنا (1).
وهذا الوجه خطر ببالي في قديم الزمان، ثم بعد مدة في سنة سبع عشر ومائة وألف عثرت على كلام للسيد علي خان والي الحويزة في كتاب نكت البيان، وفي كتاب مجموعه في هذا الباب يطابق ما سنح بخاطري، فهو من باب توارد الخواطر، فأعجبني إيراده بعبارته، قال (قدس سره):
ومما تنبهنا له من الكلام مما نظن أننا لم نسبق إليه، هو أنه قد اشتهر بين علماء الشيعة أنهم يلقبون الهادي (عليه السلام) بصاحب العسكر، ويخصونه بذلك دون ولده الحسن العسكري، على أنهم يلقبون الهادي (عليه السلام) بالعسكري أيضا؛ لنزولهما في العسكر الذي هو سر من رأى. وأما تخصيص الهادي (عليه السلام) بصاحب العسكر فربما يظن أنه نسبة إلى العسكر الذي هو البلد أيضا، وليس كذلك، وإلا لقيل للحسن (عليه السلام): إنه صاحب العسكر أيضا، على أن تلقب الهادي (عليه السلام) بصاحب العسكر بعيد من النسبة إلى البلدة أيضا؛ لأنه (عليه السلام) لم يكن صاحب اليد في زمانه عليها.
ولكن الظاهر أنه لقب بصاحب العسكر؛ لأنه أظهر عسكره من الملائكة للخليفة المتوكل لما عرض عليه عسكره، كما ورد في الحديث المشهور بين الشيعة، فلذلك لقب بصاحب العسكر.
وأما الحديث الذي أشرنا إليه فهو ما ذكره صاحب كتاب الثاقب قال: إن الخليفة أمر العسكر، وكان هو تسعين ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى، فأمر كل واحد منهم أن يملأ مخلاة (2) فرسه من الطين