مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي - ج ٧ - الصفحة ١٧١

____________________
وأورد عليه (1) بأن ذلك مناف لما صرح به هنا من وجوب الزائد من التسبيحات، إذ التدريج هنا ضروري، فينبغي القطع باستحباب الثانية والثالثة من التسبيحات.
وأجاب الفاضل البهائي (2) بأن وجه التخيير بالنسبة إلى المسح غيره بالنسبة إلى التسبيح، فإن القول بالتخيير في التسبيح إنما أدى إليه ضرورة الجمع بين الأخبار المختلفة في بيان كيفيته والقول به في المسح إنما نشأ من إطلاق الأمر الصادق بمجرد المسمى ولو بجزء من إصبع أو بالمسح بمجموع الثلاث وما بينها من الأفراد، وأفراد الكلي في الأول هي مجموع كل واحدة من الصور التي وردت بها النصوص، وفي الثاني هو كل مسحة أوقعها المكلف دفعة أعم من أن تكون يسيرة أو مستوعبة. فالمكلف إذا مسح تدريجا فقد أدى الواجب الذي هو مسمى المسح بهذا الجزء الذي قطع عليه، فإيجاب المسح على الثاني بعد القطع على ذلك الجزء الذي حصل المسمى في ضمنه وبرئت الذمة به يحتاج إلى دليل، وليس بخلاف التسبيح، فإن المكلف إذا تجاوز الصورة الناقصة قاصدا إيجاد الكلي في

(1) ذكر الايراد المحدث البحراني في الحدائق الناضرة: في القراءة ج 8 ص 434.
(2) ظاهر عبارة الشارح أن العبارة المحكية عن البهائي في الشرح كلها بطولها إلى كلمة «انتهى» من عبارة البهائي (رحمه الله) ولكن الظاهر من الحدائق أن عبارة البهائي إنما هي شئ آخر، فإنه قال في ج 8 ص 434: ونقل عن البهائي أنه فرق بين المسح والتسبيح بأنه يجوز في التسبيح قصد استحباب الزائد على الواحدة بخلاف المسح، فإنه يجب قصد وجوب الزائد مطلقا حذرا من لزوم تكرار المسح، انتهى. ثم قال: والذي يظهر لي أن ما ذكره الشهيدان من التفصيل المذكور (أي التفصيل بين المسح والتسبيح بوجوب الزائد في الأول واستحبابه في الثاني) صحيح لا غبار عليه، والإيراد عليهما بمسألة التسبيح لا يصغى إليه ولا يلتفت إليه لظهور الفرق بين المقامين لا كما نقل عن البهائي بل من حيث إن وجه التخيير بالنسبة إلى المسح غيره بالنسبة إلى التسبيح، فإن القول بالتخيير في التسبيح إنما أدى إليه ضرورة الجمع بين الأخبار المختلفة... إلى آخر ما حكاه عن البهائي في الشرح. فعبارة الحدائق تنادي بوضوح أن ما حكاه الشارح عن البهائي ليس كلام البهائي وإنما هو كلام الحدائق وايراد منه على البهائي خلط الشارح أو قل خلط نساخ المفتاح أو غيرهم بين هذه الكلمات.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست