مفتاح الكرامة - السيد محمد جواد العاملي - ج ٧ - الصفحة ١٢٤

____________________
عن الصلاة مبطلا لها متى وقع فيها، وإلا فالنهي عنه مع كونه دعاء كما ادعي واستفاضة الأخبار بجواز الدعاء في الصلاة مما لا يعقل له وجه، انتهى. قلت:
ويرد عليهم أيضا أنه لو صح ما ذكره المحقق الرضي كانت أسماء الأفعال من الألفاظ المترادفة ويلزم حينئذ من ذلك انعدام قسم اسم الفعل بالكلية، فإن كلامه جار في جميع أسماء الأفعال التي وضعت بإزائها، فتأمل.
وأما كلام أهل اللغة ففي «القاموس (1)» آمين - بالمد والقصر وقد يشدد الممدود ويمال أيضا - عن الواحدي في البسيط اسم من أسماء الله عز وجل ومعناه اللهم استجب أو كذلك مثله فليكن أو كذلك فافعل. وقال ابن الأثير (2): هو اسم مبني على الفتح ومعناه اللهم استجب. وقيل معناه كذلك فليكن. وعن «المغرب» معناه استجب. وفي «الكشاف (3)» أنه صوت سمي به الفعل الذي هو استجب، كما أن دع وحيهل وهلم أصوات سميت بها الأفعال التي هي أمهل وأسرع وأقبل. وعن «المصباح المنير (4)» أمين بالقصر في الحجاز والمد إشباع بدليل أنه لا يوجد في العربية كلمة على فاعيل، ومعناه اللهم استجب. وقال أبو حاتم (5): معناه كذلك، وعن الحسن البصري أنه اسم من أسماء الله تعالى، انتهى.
فليس معنى «آمين» منحصرا في اللهم استجب لفظا أو معنى بل لها معان أخر ليست بدعا قطعا.
ومن الأخبار الدالة على النهي عنها خبر محمد الحلبي المروي بطريقين

(١) القاموس المحيط: ج ٤ ص ١٩٧ (مادة الأمن).
(٢) نهاية ابن الأثير: ج ١ ص ٧٢ (مادة آمين).
(٣) الكشاف: ج ١ ص ١٧ (سورة الفاتحة).
(٤) المصباح المنير: ج ١ ص ٣٤ مادة «أمن».
(٥) الظاهر أنه اشتباه والصحيح: أبو حاتم، وهو سهل بن محمد بن عثمان النحوي اللغوي البصري المعروف بأبي حاتم السجستاني تلمذ على ابن دريد والمبرد وله كتاب إعراب القرآن وكتاب اختلاف المصاحف، توفي في رجب سنة 248 ه‍.
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست