والثاني: فصل بأمر ربك، قاله مقاتل وفي قوله: (وكن من الساجدين) قولان:
أحدهما: من المصلين.
والثاني: من المتواضعين رويا عن ابن عباس.
قوله تعالى: (حتى يأتيك اليقين) فيه قولان:
أحدهما: أنه الموت، قاله ابن عباس، ومجاهد، والجمهور. وسمي يقينا، لأنه موقن به.
وقال الزجاج: معنى الآية: اعبد ربك أبدا، ولو قيل: اعبد ربك، بغير توقيت، لجاز إذا عبد الإنسان مرة أن يكون مطيعا، فلما قال: (حتى يأتيك اليقين) أمر بالإقامة على العبادة ما دام حيا.
والثاني: أنه الحق الذي لا ريب فيه من نصرك على أعدائك، حكاه الماوردي.
[آخر الجزء الثاني من كتاب زاد المسير في علم التفسير يتلوه في [الجزء] الثالث إن شاء الله تعالى سورة النحل وهذه منقولة من خط المصنف رضوان الله عليه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، الحاج إدريس بن عبد الله بن عبد الخالق الصوفي في المحرم من شهور سنة ست وثمانين وستماية من الهجرة حامدا لله ومصليا على رسوله محمد النبي وآله الطاهرين وصحبه الكرام المنتجبين وسلم تسليما كثيرا].