الله فاتبعوني يحببكم الله...) * (1)، فمن أحب الله عز وجل أحبه ومن أحبه الله كان من الآمنين، وهذا مقام مكنون لا يمسه إلا المطهرون " (2).
وحينئذ، فهل عبادة الله خوفا من ناره (عبادة العبيد) أو طمعا في جنته (عبادة التجار) هي نوع من الشرك المنهي عنه وهو عبادة غير الله تبارك وتعالى، ومن ثم هي خارجة عن حالة خلوص العبودية المشار إليها بقوله عز وجل * (إياك نعبد) * أم لا؟
وقد حاول العلامة الطباطبائي (قدس سره) الإجابة عن هذا التساؤل، فذكر أن عبادة العبد لا بد أن تكون " عبادة عبد حاضر من غير أن يغيب في عبادته فيكون عبادته صورة فقط من غير معنى وجسدا من غير روح أو يتبعض فيشتغل بربه وبغيره، إما ظاهرا وباطنا كالوثنيين في عبادتهم لله ولأصنامهم معا، أو باطنا فقط كمن يشتغل في عبادته بغيره تعالى بنحو الغايات والاغراض كأن يعبد الله وهمه في غيره، أو يعبد الله طمعا في جنة أو خوفا من نار، فإن ذلك كله من الشرك في العبادة الذي ورد عنه النهي، قال تعالى * (... فاعبد الله مخلصا له الدين) *، وقال تعالى * (ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون...) * " (3).
ولكن القبول بكلام العلامة (قدس سره) مورد تأمل إذ إن مجمل الآيات والروايات الواردة بهذا الخصوص تدل على غير ما ادعاه، إلا إذا قلنا بأن المراد من كلامه (قدس سره)