لصالح التفسير الموضوعي.
وأما المسوغ العملي فهو قضية اختيار ومراعاة للمصلحة الذاتية التي يواجهها المفسر، فهو مسوغ ذو طابع ذاتي يرتبط بالظروف التي تحيط المفسر نفسه، ولهذا نجد بعض المفسرين الذين يلتزمون المنهج التجزيئي يعمدون إلى تفسير سورة واحدة يختارونها نتيجة للظروف الخاصة التي أحاطت بهم أو لشعورهم بعدم توفر الفرصة لتفسير جميع القرآن.
ونحن نعتقد أن لمنهج التفسير التجزيئي ميزة تجعله منهجا يحقق هدفا لا يمكن تحقيقه من خلال منهج التفسير الموضوعي.
ومن أجل معرفة حقيقة هذه الميزة لا بد من الرجوع إلى مقدمة معرفة الهدف من نزول القرآن الكريم، والتي أشرنا إليها سابقا.
أسلوب القرآن الكريم في العرض:
فقد قلنا بأن هدف النزول الرئيس هو إيجاد عملية التغيير الاجتماعي الجذري وخلق القاعدة الثورية المناسبة لحمل الرسالة مع بيان المنهج الصحيح لهذه العملية.
وقد انعكس هذا الهدف بآثاره وظلاله على القرآن الكريم وأثر في أسلوبه ومنهجه في عرض الأفكار والمفاهيم.
ومن هنا نجد أن القرآن الكريم لم يوح من قبل الله تعالى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) مصنفا، كما هو متبع في الكتب العلمية المصنفة إلى فصول وأبواب، ولكل باب موضوعه الخاص به، وهكذا... فلم يتناول القرآن - مثلا - مسألة التوحيد في سورة، والنبوة في أخرى، وهكذا... بل طرح الموضوعات والمفاهيم طرحا