ومن هنا افترض أن يكون هذا الحمد * (الحمد لله) * حمد الله (تعالى) لنفسه، وقد جاء به هنا من أجل تعليم هذا الإنسان كيفية حمده.
ولكننا نرى أن ما يقوله العلامة (قدس سره) بشأن هذا الحمد ليس ضروريا ولا دليل عليه، فهذا القرآن قد نزل من عند الله تبارك وتعالى وتضمن كثيرا من الاحكام والمعتقدات والإرشادات، ومن جملة ما تضمنه هو (كيفية أن يحمد الإنسان الله تبارك وتعالى) وأن هذه الكيفية قد جاءت بهذا الشكل.
وعلى كل حال فإن الخصوصية الأساسية الأولى التي يمكن أن تذكر كخلفية لاختصاص سورة الحمد بالصلاة هي ما أشير إليها سابقا من أنها بتمام آياتها جاءت بصيغة خطاب الإنسان لله تبارك وتعالى، وإذا افترضنا انه أريد للإنسان أن يقرأ في الصلاة قرآنا يكون فيه خطاب الإنسان لله تعالى لا يوجد أفضل من هذه السورة.
مضمون الفاتحة صلواتي:
ثانيا: انها أنسب السور من حيث المضمون للصلاة، لان الصلاة لغة الدعاء، وقد أضيف إلى مضمون الدعاء فيها هذا النوع من الحركات (الركوع والسجود والقنوت و...) التي تعبر بشكل أو بآخر عن حالة الدعاء أيضا.
وبالرجوع إلى الروايات التي تحدثت عن الدعاء وخصوصياته نجد أن الدعاء الكامل هو ذلك الدعاء الذي يشتمل على:
تمجيد الله وحمده والثناء عليه، ثم الإقرار بالعبودية له، ثم الخضوع والاعتراف بالنقص والحاجة، ثم طلب الحاجة منه عز وجل.
وبهذا نجد أن أفضل سورة تناسب هذا التعبير الكامل عن الدعاء والصلاة