التحقيق في معنى السراط:
ولكن مع ذلك كله يمكن أن نقول: إن هناك فرقا بين السبيل والسراط يجعل السبيل متعددا والسراط واحدا وذلك من خلال مراجعة عامة الآيات القرآنية التي ورد فيها لفظ (الصراط) و (السبيل)، إذ يبدو من ظاهر كثرة استخدام لفظ (السبيل) أنه قد استخدم في كل طريق موصل إلى الله تعالى ولو كان طريقا ضيقا ومحدودا وممثلا لمفردة أو حالة أو عمل صالح معين، ولهذا السبب فإنه يتعدد ويتكثر.
وهذا بخلاف السراط الذي هو الطريق الواسع والواضح والرئيس المنتهي إلى الله تعالى كما عرفنا، فإنه يكون عندئذ طريقا واحدا.
وهذا ما يمكن أن نفهمه أيضا من المعنى اللغوي للسراط والسبيل، إذ اخذ السراط من (السرط) وهو لغة من (البلع)، الذي لا يكون عادة إلا عندما يكون هناك سعة في الطريق وسهولة في حركة الشئ فيه، بخلاف السبيل الذي وإن كان يعبر عن الطريق السهل أيضا، ولكنه لا يتضمن كل خصوصيات السراط من السعة والوضوح والسرعة في حركة الشئ فيه.
فالفرق بينهما هو فرق درجة - إذن - لا فرق في المحتوى والمضمون الذي يبدو أن العلامة الطباطبائي (قدس سره) يحاول بيانه.