الثانية: التصور العام عن القرآن أن يكون لدى المفسر تصور عام عن القرآن الكريم وكيفية نزوله والأسلوب الذي اتبعه في (عملية التغيير) ومنهجه في طرح القضايا والأحداث من قبيل أن يعرف المفسر (إجمالا) أن في القرآن الكريم ناسخا ومنسوخا، فإن هذه الفكرة ذات أثر كبير في فهم القرآن وإمكانية تفسير بعضه ببعض.
وأن ينظر إلى القرآن الكريم على أنه يمثل وبمجموعه نصا واحدا، وأن بعضه يشكل قرينة على بعضه الآخر، ففيه (المطلق والمقيد) وفيه (المجمل والمبين) وفيه (المحكم والمتشابه). وأن القرآن الكريم وإن نزل بشكل تدريجي وخلال ثلاث وعشرين سنة، إلا أن هناك قرائن عديدة تدل على أن هذا الشئ الذي نزل بشكل تدريجي يشكل وبمجموعه قضية واحدة وكلاما واحدا، وأن بعضه يكمل الآخر ويوضحه.
فقد أكد أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كثيرا أهمية هذا الموضوع في تفسير القرآن الكريم ووجهوا انتقادا شديدا لمجموعة المفسرين الذين كانوا يتعاملون مع القرآن الكريم من دون الالتفات إلى هذه الرؤية العامة للقرآن.
فقد ورد عن الصادق (عليه السلام) في حديث احتجاجه على الصوفية لما احتجوا