الثالث - الرسم القرآني:
وهو دليل الاستناد إلى الرسم القرآني، فمن خلال الرجوع إلى تأريخ الرسم القرآني نلاحظ أن (البسملة) قد كتبت في المصحف الشريف ومنذ بداية جمعه وتدوينه بالطريقة التي كتبت فيها بقية الآيات القرآنية، فكما نثبت بقية الآيات بتواتر كتابتها في المصحف الشريف يمكن إثبات (البسملة) بذلك.
وعندما ادخلت على الرسم القرآني بعض التعديلات كالنقطة والحركات وأسماء السور وتجزئة القرآن إلى أجزاء وأحزاب وأرباع الأحزاب، نراها ادخلت بشكل يدل على أنها خارجة عن أصل القرآن الكريم، من قبيل التزامهم بكتابة هذه الإضافات بلون يختلف عن لون الآيات القرآنية أو كتابتها على الهامش، أو فصل أسماء السور عن النص القرآني وهكذا...
ولكننا نجد أن (البسملة) كانت تعامل معاملة بقية الآيات تماما فيما يتعلق برسمها وتدوينها في المصحف، وهذا يكشف عن أن المسلمين الذين كتبوا القرآن في البداية كانوا ينظرون إليها على أنها جزء من القرآن الكريم، وبهذا استدل بعض العلماء في (الفقه) على أنها جزء من الفاتحة ومن كل سورة.
وناقش هذا الدليل سيدنا الوالد (قدس سره) من أن هذا الرسم لا دلالة له على جزئية (البسملة) لا للفاتحة ولا للسور الأخرى، وذلك لأن الرسم أعم من الجزئية، إذ قد يكون تثبيت (البسملة) باعتبار أهميتها وتمثيلها لاحد شعارات المسلمين المهمة، وكونها بركة لما يكتب ولما يبتدأ به، ومن ثم قد يكون التزامهم بكتابتها لسبب آخر غير الجزئية، واستشهد على هذا بأن أكثر المسلمين - من المذاهب الأخرى غير الإمامية - من الذين رسموا القرآن الكريم وثبتوا (البسملة) فيه