لأنه كان يعيش حالة تكاملية متجددة بسبب نزول القرآن الكريم والوحي عليه حتى أصبح وبالتدريج أكمل الناس وأشرفهم (1).
وعلى كل حال فإن الإنسان المسلم لا بد له من أن يكرر هذا القول:
* (اهدنا الصراط المستقيم) * حتى لو عرف كثيرا من مفاهيم وحقائق وأحكام الدين، بل يكرره حتى الرسول (صلى الله عليه وآله)، لأن حالة الكمال المطلق لا تتم إلا في الله عز وجل، والإنسان يتدرج في طريق الكمال المطلق حتى يصبح قاب قوسين أو أدنى منه تعالى، ولذلك فهو يحتاج إلى طلب الهداية في هذا الطريق بشكل مستمر.
2 - السراط (الصراط):
يذكر أهل اللغة أن للسراط والسبيل والطريق معنى واحدا وإن كان لكل منها منشأ اشتقاقي مختلف عن الآخر.
وقد حاول الراغب الأصفهاني الإشارة إلى خصوصية في كل واحد منها تجعله مختلفا عن الآخر، وهذه الخصوصية هي خصوصية الدرجة.
فالطريق: مأخوذ من الطرق على الأرض في عملية السير، فهو السبيل الذي يطرق بالأرجل، أي يضرب... وعنه استعير كل مسلك يسلكه الإنسان في فعل محمودا كان أو مذموما (2).