فخاطب الله عز وجل كل الأمة الإسلامية بأنها (شهيدة).
وحينئذ يكون ما ذكره (قدس سره) من اختصاص السراط بأولئك الذين لا يلابس ايمانهم أي شئ من الظلم والضلال والشرك أمرا غير واضح ولا يمكن استفادته من هذه الآيات المباركة.
الرابعة: ذكر (قدس سره) في مقام تقريب ما أورده في المطلب السابق: أن السبيل قد نسب في القرآن الكريم إلى الله تبارك وتعالى وإلى المجرمين، قال تعالى:
* (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا...) * (1).
* (وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين) * (2).
غير أننا نجد أن (السراط) قد استخدم أيضا منسوبا إلى الله تعالى وإلى الجحيم.
قال تعالى:
* (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه...) * (3).
* (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون * من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم) * (4).
وحينئذ لا يمكن أن يذكر هذا الامر كفارق أساسي بين اللفظين.