والحد الذي يجب أن يتوفر للمفسر من هذه العلوم هو الحد الذي يتناسب مع القرآن الكريم ونصه، لأن المعلومات التي تكون غير مرتبطة بالنص القرآني مع اشتقاقاتها وتفرعاتها الغريبة عن ذلك النص أمور غير مهمة وغير لازمة للمفسر.
2 - علوم القرآن:
الثاني: ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم، وملاكها هو أن البحث في هذه العلوم بحث في القرائن الحالية أو المقالية (الداخلية أو الخارجية) والتي تؤثر في فهم القرآن ومعرفة مضمونه.
فيجب على هذا أن يكون للمفسر معرفة وفهم لتفاصيل علوم القرآن، ولكن بالحد الذي يكون متناسبا مع فهم النص القرآني وتفسيره.
كل ذلك لأن القرآن الكريم وكما هو معروف قد نزل بأسلوب خاص وبشكل تدريجي، ولذا فإن بعضه قد جعل قرينة على بعضه الآخر يفسره ويحل مشكله.
ولذا لا يمكن أن يعرف القرآن بشكل كامل إلا إذا عرفت تلك الخصائص والقرائن المحيطة به والتي يكون بعضها مؤثرا في بعضها الآخر.
ومن هذه القرائن والملابسات ما يكون داخليا ومنها ما يكون خارجيا.
فمن القرائن الخارجية مثلا (أسباب النزول) المرتبطة بتلك الاحداث التي أثارت نزول آية من آيات القرآن الكريم، كالغزوات والإشاعات والحالات النفسية والسياسية التي كان يعيشها المسلمون والاستفسارات المهمة، أو أي أمر آخر يواجهه المسلمون.
هذه الاحداث التي كانت مثارا لنزول القرآن يكون شأنها شأن أي قرينة