الإسلامي عندما وقع الاختلاط بين العرب وغيرهم من الشعوب وأصبح من الضروري المحافظة على القرآن من ناحية، وشرح وتوضيح مفرداته وطريقة إعرابه للشعوب الأخرى من ناحية ثانية.
وما ينبغي علينا هنا، وفي مجال دراسة هذه الاهتمامات المتنوعة هو أن نميز بينها من خلال دراسة حالتها العامة وذلك باعتبار أن بعضها يمثل خلفية صحيحة وحقة وبعضها يمثل خلفية غير صحيحة وباطلة، مع قطع النظر عن مسألة الخطأ والصواب لاحتمال وجود الخطأ حتى في الاهتمامات الصحيحة والحقة مما يؤدي إلى عدم الحصول على النتيجة التي يرجوها ذلك المفسر.
اهتماماتنا:
بعد معرفة هذا التصور العام عن الاهتمامات التفسيرية المختلفة وخلفياتها، لا بد لنا من الإشارة إلى مجمل اهتماماتنا هنا، في هذا التفسير، وهي:
الأول - (الجانب التربوي والتغييري للقرآن الكريم):
فقد قلنا: إن الهدف الأساس للقرآن الكريم هو عملية التغيير الجذري للمجتمع وبيان المنهج الصحيح وخلق القاعدة الثورية لهذا التغيير.
ونحن نضع هذا الهدف أمام أعيننا في بحثنا هذا لنتبين المعالم التغييرية والتربوية في القرآن الكريم ومنهجه في هذه العملية.
وقد فرضت - علينا - طبيعة الظروف التي تعيشها الأمة الإسلامية في هذا العصر الاهتمام بهذا الجانب وبصورة كبيرة.
فمنذ الصدر الأول للإسلام وحتى سقوط الدولة الإسلامية كان المجتمع مجتمعا إسلاميا على مستوى الإطار العام والقوانين والشعارات رغم وجود بعض