هؤلاء القدوة الذين أنعم الله عليهم، والذي يشاهد الإنسان مصاديقهم في مختلف الأدوار.
2 - الشريعة الإلهية:
فإن القرآن الكريم عندما يطرح هذا السراط على أساس أنه سراط الأنبياء، فهو بذلك يشير إلى الشريعة التي جاء بها هؤلاء الأنبياء من الله تعالى في نفس الوقت الذي يطرحهم قدوة حسنة لهذا الإنسان في مقام الهداية. والشريعة - بطبيعة الحال - تقترن بفكرة عقائدية مهمة، وهي فكرة (النبوة)، حيث إن الشريعة انما كانت باعتبار اتصاف هؤلاء (الأنبياء) بها.
وقد أشير سابقا إلى أن هداية العقل والفطرة غير كافية للإنسان لإيصاله إلى الاهداف القصوى في مسيرته التكاملية وإن كانت قادرة على أن تضعه على الطريق إليها، ولذا فلا بد له من هداية ربانية تأخذ بيده في الطريق المستقيم الموصل إلى الله تبارك وتعالى وإلى أهدافه التكاملية العليا.
وقد تضمنت فكرة القدوة الحسنة في قوله تعالى: * (أنعمت عليهم) * - حيث أريد بهم الأنبياء ومن سار بسيرتهم - طرح فكرة الوحي الإلهي التي هي من خصوصيات الأنبياء والرسالات، أي (خط النبوة) الذي تتحقق من خلاله تلك الهداية الربانية المنشودة في الوصول إلى الاهداف الكاملة.
الثاني - الحد الموضوعي السلبي:
ويتمثل هذا الحد:
أولا: ب * (غير المغضوب عليهم) *، حيث قلنا في هذه الفقرة سابقا: إنها تعبر عن الجحود والتمرد والعتو والطغيان، لان القرآن الكريم يستخدم الغضب الإلهي في مثل هذه الحالات، وهذه الحالات وإن كانت صفات قائمة في النفس الإنسانية